روسيا تسعى لتحقيق مكاسب استراتيجية عبر تعزز دورها كلاعب رئيسي في منطقة الشرق الأوسط
بدأت روسيا إعادة تموضعها الاستراتيجي في سوريا، مما يشير إلى طموحات متجددة لتعزيز دورها في الشرق الأوسط، وفقاً لتقرير نشرته مجلة المجلة.
حيث أشار التقرير إلى أن موسكو، بعد فترة من تراجع نفوذها الملحوظ في سوريا، تسعى الآن إلى إعادة تشكيل الديناميكيات الإقليمية وسط تصاعد التوترات الإقليمية، رغم وجود تحديات تعترض طريقها.
وأوضح التقرير أن التحركات الروسية تأتي ضمن مسعى لترسيخ نفوذها الاستراتيجي في الشرق الأوسط، مع التركيز على الحفاظ على علاقاتها مع حلفائها الرئيسيين مثل إيران.
ومع ذلك، شكك التقرير في قدرة روسيا على أن تكون ضامناً موثوقاً للاستقرار الإقليمي، نظراً لارتباط تحركاتها بمصالحها الذاتية أكثر من التزامها بحل القضايا الجذرية التي تقود إلى انعدام الأمن في المنطقة.
ورجح التقرير أن تكون هذه المناورات الروسية لعبة قوة قصيرة الأجل، أكثر منها محاولة جادة لتحقيق استقرار دائم في سوريا والمنطقة.
وتطرقت المجلة إلى تقارير تفيد بأن إسرائيل تدرس إمكانية التعاون مع روسيا لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في سوريا، وتأمل إسرائيل في أن تساعد روسيا في تعطيل طرق إمداد ميليشيا حزب الله عبر الأراضي السورية.
وذكر التقرير أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، “رون ديرمر”، قام بزيارة سرية إلى موسكو سعياً لدعم الكرملين في ترتيب وقف إطلاق النار في لبنان.
وعلى الرغم من ذلك، أشار التقرير إلى أن قدرة روسيا التشغيلية المحدودة وتحالفها الوثيق مع إيران يقللان من استعدادها لتقديم الدعم الكامل لإسرائيل.
وأوضح المبعوث الروسي الخاص، “ألكسندر لافرنتييف”، أن طلب إسرائيل بفرض قيود فعالة على إمدادات حزب الله يتطلب إقامة نقاط تفتيش وحواجز على الحدود، وهي مهمة وصفها بأنها “شديدة الصعوبة” بالنسبة للقوات الروسية.
وأكد “ألكسندر لافرنتييف” أن هذه العمليات تخرج عن نطاق تفويض روسيا في سوريا، الذي يقتصر على عمليات مكافحة الإرهاب.
وفي ظل هذه التحركات، يبدو أن روسيا تسعى لتحقيق مكاسب استراتيجية تعزز دورها كلاعب رئيسي في المنطقة، لكنها تواجه شبكة معقدة من التحالفات والتحديات التي تجعل قدرتها على تنفيذ مشاريع طويلة الأجل محدودة.
