بالتزامن مع أستانة… صحيفة “القدس العربي” تكشف مخططاً كيمـ*ـيائياً لنظام الأسد في إدلب
حصلت صحيفة “القدس العربي” على وثائق أمنية وعسكرية صادرة عن نظام الأسد تتعلق بالأوضاع في شمال غرب سوريا، وتكشف هذه الوثائق عن مخطط محتمل لاستخدام الأسلحة الكيميائية في شرقي إدلب.
حيث تأتي هذه المعلومات بالتزامن مع تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الشهر الماضي، الذي اتهم فصائل المعارضة بتحضير هجوم كيميائي لاتهام نظام الأسد.
وتتحدث إحدى الوثائق التي حصلت عليها “القدس العربي” عن تحضيرات تقوم بها هيئة تحرير الشام بالتعاون مع مجموعات “الإيغور” لتنفيذ هجوم كيميائي شرق إدلب في المناطق المحيطة بالمدينة، بما في ذلك معارة عليا والصالحية وقريتا قميناس وسرمين.
وتشير الوثيقة إلى تكليف شخص يدعى مازن عرجا، مهندس بتروكيميائيات، بإعداد عبوة تحتوي على مواد كيميائية مثل الكلور وC4، بهدف اتهام نظام الأسد وحلفائه بتنفيذ الهجوم.
وكما قد تشير الوثيقة إلى أن توثيق الهجوم سيتم عبر عناصر الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” لرفع دعاوى ضد نظام الأسد في المنظمات الدولية.
وإن اللافت أن هذا السيناريو يتزامن مع اجتماعات إقليمية، وقد يهدف إلى توتير الأجواء وعرقلة أي محاولات للتقارب بين حكومة الأسد وتركيا، حيث إن الوثيقة تزعم أن المخطط يتم بإشراف استخبارات غربية وأوكرانية دون علم تركيا.
وفي محاولة للتحقق من المعلومات، تحدثت “القدس العربي” مع مازن عرجا، الذي تم ذكره في الوثيقة، إذ أعرب عرجا عن استغرابه، موضحًا أنه مهندس زراعي متخصص في الثروة الحيوانية، وليس بتروكيميائيات كما تزعم الوثيقة.
وأفاد أنه مقيم في تركيا ويزور سوريا لفترات قصيرة للقاء عائلته، مشيراً إلى أن آخر زيارة له كانت قبل ثلاثة أشهر.
وتتزامن هذه الوثيقة مع تصريحات لافروف التي اتهم فيها المعارضة السورية بالتحضير لهجوم كيميائي في إدلب، ويشير النص في الوثيقة إلى “الأصدقاء” في إشارة إلى القوات الروسية، مما يعزز الشكوك حول دور موسكو في التخطيط لاستخدام الأسلحة الكيميائية.
في إشارة إلى “توثيق المسرحية” عبر “الخوذ البيضاء” يعكس الخطاب الإعلامي الدائم لروسيا، وتتحدث الوثيقة أيضًا عن عرقلة أي مبادرة للتقارب السوري-التركي، وهو تعبير يعكس اللغة الروسية أكثر من اللغة المستخدمة عادة من قبل أجهزة مخابرات نظام الأسد.
وفي 28 سبتمبر صدرت وثيقة أخرى صادرة عن فرع فلسطين التابع لشعبة المخابرات العسكرية، تم توجيه رؤساء الأفرع الأمنية في اللاذقية وحلب وحماة وإدلب إلى تعزيز نقاطهم العسكرية في عدد من المناطق لمواجهة احتمالات هجوم من قبل فصائل المعارضة.
وتشير الوثيقة إلى أن المعارضة تخطط لهجوم عسكري واسع على عدة محاور، وفقًا لمعلومات قادة هيئة تحرير الشام، كما حصلت “القدس العربي” على وثائق إضافية تتعلق باستعدادات الفرقة السادسة في جيش نظام الأسد، والتي هي جزء من الفيلق الرابع المتمركز في الساحل السوري.
تشير إحدى هذه الوثائق إلى تكثيف المراقبة في المناطق المتاخمة لقوات الجيش السوري وتشديد الجاهزية للأسلحة الرئيسية، وفي الوقت نفسه، تواصل الطائرات الروسية قصفها لمناطق في إدلب واللاذقية، وقد تم رصد أكثر من 70 غارة جوية خلال الأيام الأربعة الأخيرة.
وكما استهدفت عدة مناطق بما في ذلك الكبانة بريف اللاذقية وقرى في جبل الزاوية وجسر الشغور، وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، تبادل وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا وجهات النظر حول الوضع في سوريا، مع التركيز على تطورات مسار أستانا.