التقارير الإخباريةمحلي

تخبط واضطراب لدى استخبارات نظام الأسد بعد الهجوم الإسـ*ـرائيلي على لبنان.. و”داماس بوست” تكشف التفاصيل

كشفت مصادر خاصة لوكالة “داماس بوست”، أن الاستخبارات العسكرية لدى نظام الأسد تحاول جاهدة على وقف تدفق الوافدين الجدد على الحدود السورية اللبنانية، حيث تتواجد على الخطوط الأمامية لفحص القادمين.

وفي الوقت ذلته، تعزز ميليشيا حزب الله، بدعم من إيران، سيطرتها على الحدود وعبر أجزاء واسعة من الأراضي السورية، وتأتي هذه التحركات في ظل تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط.

يذكر أن محافظ ريف دمشق “أحمد خليل”،ورئيس الشرطة والضابط السابق في جهاز المخابرات العسكرية “بلال سليمان”، قاما بزيارة لمعبر المصنع الحدودي بين سوريا ولبنان في 27 سبتمبر الفائت، غير أن هذه الزيارة لم تكن مجرد زيارة مجاملة، وإنما تحمل في طياتها حالة التوتر في صفوف الاستخبارات.

كما أن ذهاب المسؤولان الأمنيان كان بتفويض من سلطة نظام الأسد، وذلك لتقديم يد المساعدة للأجهزة الأمنية التي طغت عليها التدفقات الضخمة للأشخاص الذين يعبرون الحدود.

حيث بلغ عدد الوافدين من لبنان أكثر من 100 ألف فرد بهذه الرحلة منذ 23 سبتمبر، إما لاجئين لبنانيين أو مواطنين سوريين عائدين إلى وطنهم. إن النطاق واسع لدرجة أن حزب الله وبعض الميليشيات الإيرانية، على الرغم من كونهم حلفاء رسميًا لنظام الأسد، يسيطرون على العمليات عبر الحدود – وهو مؤشر واضح على تصاعد التوترات.

وأُسندت مهمة فحص المواطنين السوريين العائدين إلى البلاد إلى أجهزة الاستخبارات العسكرية لدى نظام الأسد، والتي قامت بالفعل باعتقال عدد غير محدد من الرجال المشتبه في معارضتهم لنظام الأسد خلال الحرب الأهلية أو لتهربهم من الخدمة العسكرية.

ورغم الانتشار الكثيف على الحدود وتشديد الإجراءات الأمنية، إلا أن سلطة النظام السوري لم تكن تتوقع هذا التدفق الكبير. ومع ذلك، كانت دمشق تجري منذ مايو/أيار مفاوضات مع المديرية العامة للأمن العام اللبناني بهدف تنظيم عودة مجموعة مختارة من المواطنين السوريين.

يشار إلى أن التطورات الأخيرة حالت دون تمكن نظام الأسد من إتمام الاتفاق كما كان مخططًا له في بيروت، ما أدى إلى عرقلة فرض شروطه المتعلقة بالخدمة العسكرية أو الرقابة على الحدود.

على الرغم من الضغوط التي تواجه أجهزة الأمن السورية، إلا أن الصراع الدائر في لبنان المجاور يكشف بشكل أساسي عن التوتر المتزايد في العلاقات بين نظام الأسد وحلفائها من ميليشيا حزب الله، فعند معبر المصنع الحدودي، الذي يخضع لسيطرة عناصر من “حزب الله”، يتم التعامل مع بعض السوريين العائدين من جنوب لبنان مباشرة من قبل عناصر الحزب، ثم من قبل ميليشيات إيرانية، قبل أن يتم نقلهم إلى مناطق تسيطر عليها الميليشيات الإيرانية في حمص أو دمشق، وكل هذا يتم دون تنسيق أو تواصل مع سلطة نظام الأسد، التي تبدو غير مدركة تمامًا لما يحدث، وفقًا لمصادر داماس الخاصة.

والجدير بالذكر أن أحد الأسباب التي دفعت حزب الله إلى اتخاذ مثل هذه الإجراءات بشكل مستقل هو شكوكه بأن بعض الأفراد داخل نظام الأسد قد سربوا مواقع حساسة لأعضاء الحزب، بمن فيهم “حسن نصر الله”، الذي قتل في 27 سبتمبر.

وكان زعيم حزب “حسن نصر الله” قد رفض في 15 أغسطس الفائت، مقابلة حسام لوقا، رئيس جهاز المخابرات العامة السورية، في بيروت لأسباب أمنية.

وفي 29 سبتمبر، شنت إسرائيل غارة جوية على فيلا “ماهر الأسد”، شقيق رأس النظام السوري والمقرب من إيران، مما يشير إلى انقسام شبه نهائي بين نظام الأسد وعدد من الفاعلين المرتبطين بإيران والتي يزداد نفوذها على جهاز سلطة نظام الأسد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى