مقالات الرأي

مغالطات حول الأحداث التي تمرُّ بها أمّتنا

مطيع البطين

•يقول الدكتور عصام البشير مخاطباً أبناء الشام والعراق واليمن وغيرهم ممن يقف اليوم ضدّ نظام الملالي وميليشياته :(أنتم أصحاب قراءة متسرِّعة مشوبة بالعاطفة)، هذه التي تسميها عاطفة يا فضيلة الشيخ هي في ديننا مقالة صاحب الحق لا قولُ من يَنظُرُ إليه من بعيد ويُنظِّرُ عليه من علٍ، وبيانُ من جرَّب الكيَّ لا من راقبه، وصرخةُ مَن أكَلَ العِصيَّ لا مَن عدَّها، وشتان شتان بين الفريقين، وبين المعرفتين، هذه القراءة يا فضيلة الدكتور عمرها في سورية أربعة عشر عاماً من الذبح المستمر، ما هي المدّة التي تطلبها حضرتك حتى لا نكون متسرعين في حكمنا على نظام الولي الفقيه؟

•يطلب الدكتور البشير من أبناء منطقتنا تأجيل الخلاف فيما بينهم وبين إيران، هكذا يُسمِّيه ” خلاف”، بل يصل الحدُّ إلى أن يسمى ذلك “إشكالاً”، وهل بعد هذا التهوين من تهوين وإهانة ، يا فضيلة الشيخ : الذي بيننا وبين إيران بحرٌ من دم وجبلٌ من ضحايا، وتُسمِّيه خلافاً، أيُّ تهوين وترخيص لتلك الدماء و الضحايا، تريدنا اليوم أن نقف مع نظام الملالي وميليشياته، وهم لا يزالون يقفون علينا، يقفون محتلَّين أرضنا، ولطالما وقفوا يرقصون فوق جثث أطفالنا ونسائنا بعد أن ذبحوها في الحولة والقصير وكرم الزيتون.
تطلب من المظلومين المستضعفين المهجَّرين أن يؤجلوا المطالبة بحق دماء أبنائهم التي لا تزال تجري، وتصمت عن نظام الملالي الذي يقتل ويسفك ويُجرم مطالباً بثأر مضى عليه أربعة عشر قرناً، في دمٍ حرامٍ لم نصبه والله ولم نرض بسفكه، ولم نشهده، ونبرأ إلى الله تعالى ممن سفكَّ ذلك الدّم الزكي، ولا نعرف كيف ومتى يمكن أن ينتهي هذا الثأر الذي لا آخر له ولا مدى كما بيّن ذلك المرشد الإيراني في حديثه عن المعركة المستمرة إلى يوم القيامة بين الجبهة الحسينية والجبهة اليزيدية ، ولا يزال الدكتور يطلب منا أن نكفّ ، وكأنّ لدينا جيوشاً اليوم تواجه إيران وتمنعها من ضرب الكيان المحتل، يا دكتور كلُّ ما نفعله الآن أنَّنا نتكلم عما يصيبنا من بلاء وظلم، حتى هذا يبدو مرفوضا عند الدكتور، ويطلب منا أن نصمت حتّى ونحن نُذبح.

•يوضح الدكتور البشير فيما أسماه “مداخل….” أنَّ الجهة منفكة، ومعنى ذلك أنّ موقف وسلوك إيران مع دول المنطقة وأبنائها، مختلف عن موقفها تجاه الكيان المحتل، الحقيقة الأولى التي ينبغي الكلام عنها هنا يا فضيلة الدكتور ليست انفكاك الجهة، بل اختلاف الوجهة،فأنت جعلت ظهرك تماماً لأبناء دمشق وبغداد وصنعاء، و الرافضون لمشروع الولي الفقيه جعلوا وجهتهم إلى القدس ودمشق وبغداد وصنعاء، فمن هو يا فضيلة الدكتور صاحب النظرة الجزئية الضيقة التي عبْتَها على المتسرعين العاطفيين كما أسميتَهم، ومن هو صاحب الوجهة الصحية الجامعة التي لا تُميزُ بين أبناء الأمة ولا تُفرِّق بين دمائهم؟

•يبين الدكتور أن انكسار المقاومة سيؤدي إلى عربدة المشروع الصهيوني، ومن قال لك يافضيلة الدكتور أنَّنا نتفق معك على تسمية نظام الملالي وأذرعه بالمقاومة، اللهم إلا إذا كانت مقاومة للأمة وأبنائها.
إنّ انتصار أي طرف من الطرفين على الآخر يحمل مخاطر كبيرة، وقد ذكرت حضرتك مخاطر انتصار الكيان المحتل وهي مخاطر كارثيّةٌ كبيرة لا شك، لكنَّك تجاهلت مخاطر انتصار نظام الولي الفقيه.
إن انتصار إيران “الولي الفقيه” ليس انتصاراً لفلسطين والأمّة ،بل هو انتصارٌ لنظام الملالي وميليشياته سيمكِّنهم من استكمال ذبح أبناء الأمة، بل حتى لو حرروا الأقصى أتضمن أنَّهم لن يجعلوا منه هيكلهم المزعوم تماماً كما يريده الكيان المحتل ، تريد دليلاً على أنهم يفعلون ذلك، لقد فعلوا هذا في مساجد المسلمين فحوّلوا مسجد بني أمية إلى ساحات لطم ودعوات ثأر، وضربوا حتى قبور بني أمية بالنعال، فهل سيحفظون حرمة قبة الصخرة التي بناها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان؟

•يا فضيلة الدكتور مشروع نظام الملالي علينا لا لنا، وبطشهم الأكبر بنا لا بغيرنا، وما أسميتها “مداخل” كان الأولى أن تسميها في الحقيقة “مخارج” مخارج تبعد عن الوصول إلى الحق وتمنع المظلومين المهجّرين المذبوحين بسكين طائفية الولي الفقيه من إنصافهم والعدل فيهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى