التقارير الإخباريةمحلي

كاتب سوري يكشف تفاصيل السيرة الذاتية لوالد “قائد هيئة تحرير الشام” وخلفيته الاجتماعية والسياسية

كشف الباحث في الحركات الإسلامية الجهادية والمسلحة في سوريا حسام جزماتي عن السيرة الذاتية لوالد أبو محمد الجولاني قائد هيئة تحرير الشام (حسين الشرع) وخلفيته الاجتماعية والسياسية.

 

وفي الورقة البحثية التي قدمها حسام جزماتي يقول: منذ سنوات لم يعد أبو محمد الجولاني؛ قائد «هيئة تحرير الشام»؛ رجلاً “مجهولَ النسب” كما يقول بعض خصومه، فقد اتّضحَ أن اسمه أحمد، وأنه ينتمي إلى عائلة جولانية نزحت إلى دمشق بعد حرب 1967، وتبيَّنَ أن والده هو الخبير الاقتصادي في مجال النفط، حسين الشرع.

 

وبالرغم من أن أصول والده تعود لبيئة فلاحية، إلا أن أبو محمد الجولاني الذي من مواليد مدينة الرياض لعام 1982، ولد لأسرة مدينية تنتمي للطبقة الوسطى، حيث أمضى سنوات طفولته الأولى ويفاعته وصولاً إلى سن المراهقة في أحد أحياء دمشق الراقية.

 

ومنذ أن عُرفَ ذلك ثارَ شيء من الاستغراب لعدم تَحدُّره من بيئة جهادية، بل من أسرة محافظة من الطبقة الوسطى العصرية، وعلى وجه الخصوص ظهرت المفارقة بين توجهات والده، القومية العربية بملمح يساري، وبين الخيار الذي اتخذه ابنه الأصغر منذ أن تطوَّعَ للقتال في العراق في عام 2003.

 

وقد رأى البعض في ذلك تمثيلاً نموذجياً لفشل القومية التقدمية العربية وصعود الإسلام السياسي فالجهادي، لم تنجلِ صورة حسين الشرع بشكل كاف، نتيجة ابتعاده النسبي عن الحياة العامة، حتى عاد إلى التأليف الغزير منذ سنوات.

 

وخلافاً لكتبه السابقة، التي كانت شبه تقنية، طرح الباحث المتقاعد، الذي أصبح خارج بلده، أفكاره السياسية، وخاصة في كتاب أسماه قراءة في القيامة السورية، وفيه يتضح مدى التباعد بينه وبين خط ابنه الشهير قائد ما يسميه «الكيان السنّي» في إدلب.

 

إذ يرى الأب أن حل المسألة السورية، بعد الانتقال السياسي، يكون ببناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية على أساس المواطنة بلا تمييز في العرق أو الدين أو المذهب، عبر وضع دستور جديد للبلاد يضمن استقلالها، والسيادة المطلقة للشعب،

 

بالإضافة لاحترام الحريات والرأي الآخر، والتعددية السياسية، وحرية عمل الأحزاب، وخضوع المؤسسات للقوانين، وإبعاد الجيش وقوات الأمن عن السياسة بعد تقديم المجرمين منهم لمحاكم عادلة، وبالتوازي مع العودة إلى التأليف كتب حسين الشرع هذا النص، غير المنشور سابقاً، للتعريف بأصله ونفسه وتكوينه.

 

والذي اقتصر عمل الباحث فيه على إضافة بعض علامات الترقيم، وأحرف وكلمات ثانوية سقطت سهواً، وحواشٍ للتوضيح أو لضبط عناوين بعض الكتب التي وقع فيها شيء من الخطأ نتيجة اعتماد المؤلف على ذاكرته.

 

وقد كتب حسين الشرع هذا النص بصيغة الغائب على عادة الكتب التي ظهرت خلال شبابه، والتي كانت ترى أنّ الكتابة بصيغة المتحدث قد توحي ببعضٍ من التبجح ربما، وزّعَ الشرع هذا النص على حلقة من المعارف والأصدقاء.

 

دون أن يجد طريقه ليكون على غلاف أحد كتبه، وهو ما يوحي أسلوب النص أنه كان الهدف من وراء كتابته؛ التعريف بالكاتب الثمانيني الذي انتقل ليسجل ذاكرة منطقته عن ثورات الجنوب في العشرين، أو رأيه في ما وقع لبلده منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا.

 

وربما يساعدنا هذا النص، على قصره، في امتلاك بعض الأدوات التي تساهم في فك شيفرة شخصية الجولاني الذي تربى ابناً لكاتبه حسين الشرع: ولد في عام 1944 في مدينة فيق حوران عاصمة الزويّة جنوب سوريا لعائلة عريقة مشهورة بالعلم ينحدرون من سلالات تتصل بآل بيت النبوة، لهم حظوة عند جميع أبناء المنطقة.

 

ولهم أهمية خاصة في الوجاهة وحل الخلافات، وعند السلطة في القائم مقام، والمحافظة، في زمن الانتداب الفرنسي، وفي زمن السلطنة العثمانية، ولهم علاقات ونسب مع معظم العائلات في منطقة حوران، والأردن، وفلسطين، ودمشق.

 

والده علي الشرع كان من ملّاك الأراضي الكبيرة، فأهله كانوا مالكين لحوالي 85% من أراضي فيق، نحو 600 دونم أراضي زراعية، وجده لأبيه كان يملك نحو 2000 دونم، وكان هناك 2000 دونم وزعها طالب الشرع على العاملين (80 شخصاً).

 

وكانوا لا يفرّقون بين العاملين وهم أصحاب الملك والملك لله.. والده عمل بالتجارة، أما جده وعمومه فقد كانوا من المناضلين ضد الاستعمار الفرنسي في ثورة الزويّة المنسية عام 1920-1927.

 

درس في طفولته في الكتّاب عن الشيخ وتعلم العمليات الحسابية، ودرس الابتدائية والإعدادية وحتى الثالث ثانوي في ثانوية فيق، وفي 17 نيسان 1963 بدأ الصراع يحتدم بين الشعب الذي آمن بعودة الوحدة وبين السلطات الجديدة التي كرست الانفصال واستأثرت بالسلطة.

 

وكان الطلاب في المدارس والجامعة وفي جميع أنحاء سوريا هم القوى المحركة، إذ لا رصيد للحزب والسلطة الجديدة بين أوساطهم عملياً، كان حسين الشرع، وآخرين من أقرانه، قد بدأوا يشكلون قوة للمظاهرات في منطقتهم المحكومة بالقوانين العسكرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى