الكيان الإسـ.ـرائيلي يتعرض لاستنزاف بشري ضخم منذ بداية الحرب تقدر بخسارة 11 ألفًا من مقاتليه بين قتـ.ـيل وجريح
تعرض الجيش الإسرائيلي خلال حربه مع حركة “حماس” في قطاع غزة و”حزب الله” في جنوب لبنان، إلى حالة استنزاف وتعرض لخسائر بشرية في صفوف مقاتليه، والتي وصلت لحوالي 11 ألفًا بين قتيل وجريح.
حيث ذكر قسم إعادة التأهيل في وزارة الدفاع الإسرائيلية، في 14 آب/ أغسطس، أن 690 جنديًا وضابطًا إسرائيليًا قتلوا منذ بداية الحرب، بينهم 330 قُتل خلال المعارك البرية في القطاع.
وحسب الإحصائيات، يوجد 10056 جريحًا حتى الآن من الجنود الإسرائيليين، بينهم أعداد كبيرة من الإصابات الخطيرة المتنوعة تشمل إصابات في الأطراف والرأس والعينين والحبل الشوكي، بالإضافة إلى وجود مبتوري الأطراف، وفق ما نقلته إذاعة “مونتي كارلو” الدولية.
وقد كشفت هذه المعطيات أن أكثر من 3700 من المصابين يعانون من إصابات في الأطراف، بما في ذلك 192 إصابة في الرأس، و168 مصابًا بجروح في العين، و690 مصابًا بجروح في الحبل الشوكي، و50 مصابًا من مبتوري الأطراف يعالجون في قسم إعادة التأهيل.
وحسب هذه المعطيات، اعتبرت هيئة البث الإسرائيلية أنه يتم استقبال أكثر من ألف جريح جديد شهريًا منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، وأكدت الهيئة إن 35% من الجرحى يعانون القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، و37% يعانون من إصابات في الأطراف، كما أن 68% من الجرحى هم من جنود الاحتياط ومعظمهم من الشباب.
وأكد موقع “والا” الإسرائيلي، في 22 من آب، مقتل 19 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا، وإصابة 141 آخرين، منذ بداية المواجهات مع “حزب الله” اللبناني، في 8 من تشرين الأول 2023، وكشف الموقع أن 1091 صاروخًا أُطلق من لبنان باتجاه إسرائيل الشهر الماضي، بارتفاع يعادل ثلاثة أضعاف مقارنة بمطلع هذا العام.
وكما ورد فلقد احترق 180 ألف دونم من الأراضي في شمالي إسرائيل منذ بداية المواجهة مع “حزب الله”، في حين قُدمت نحو 4400 دعوى تعويض عن الأضرار من قبل إسرائيليين يقيمون في البلدات المتاخمة للحدود مع لبنان.
وحذر الجنرال الاحتياطي في الجيش الإسرائيلي، يتسحاك بريك، أمس الخميس 22 آب/ أغسطس، وسط تصاعد الخسائر التي يتعرض لها الجيش الإسرائيلي، من استمرار حرب الاستنزاف القائمة بين إسرائيل و”حماس” في غزة، وضد “حزب الله” في لبنان، سيؤدي إلى إنهيار إسرائيل خلال سنة واحدة فقط.
وصرح بريك في مقال رأي في صحيفة “هآرتس” العبرية، إنه من الواضح أن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بدأ يدرك أنه في حال اندلاع حرب إقليمية نتيجة عدم التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، ستكون إسرائيل بشكل مؤكد في خطر، وأن تحقيقها نصر مطلق مجرد هراء.
وتابع بريك أن وزير الدفاع الإسرائيلي بدأ يعي مؤخرًا أن الجيش الإسرائيلي يغوص حاليًا في الوحل بقطاع غزة، وفي الوقت نفسه فشل في تحقيق أي هدف من أهدافه، نتيجة تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد غزة.
وأشار الجنرال الإسرائيلي، إلى أن ما يتم تنفيذه حاليًا سواء على المستوى السياسي أو المستوى العسكري يقود إسرائيل بلا شك نحو دائرة الهاوية، وفي القريب العاجل سوف تصل إلى نقطة اللاعودة، مضيفًا أن استبدال نتنياهو وشركائه المتطرفين قد ينقذ إسرائيل من هذه الدوامة.
ولا تزال مؤشرات الحرب تنذر بالتوسع، إذ قالت “القناة 12” الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي صعّد من هجماته في جنوب لبنان وبدأ ينقل قواته إلى الشمال بما في ذلك وسائل استخبارية، مشيرة إلى أن الجيش يستعد للرد بقوة أكبر على الرشقات الصاروخية التي يطلقها “حزب الله”.
ومن الجدير بالذكر أن الحدود الإسرائيلية اللبنانية تشهد منذ أسابيع تصعيدًا ملحوظًا، حيث تترقب تل أبيب ردود فعل انتقامية من إيران و”حزب الله” على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية في طهران، والقيادي البارز في “حزب الله”، فؤاد شكر في بيروت أواخر الشهر الماضي.