باحث سياسي يرى أن وراء زيارة رأس نظام الأسد “المفاجئة” إلى روسيا تأتي في سياق “الضغط” لاسئناف التطبيع مع أنقرة
رأى الباحث رشيد حوراني، أن زيارة رأس نظام الأسد “المفاجئة” إلى روسيا، تأتي في سياق “الضغط” على حكومة نظام الأسد، للسير “بجدية” في مسار التطبيع مع أنقرة.
وأكد حوراني أن من غير الممكن التعويل على الزيارة بشكل كبير، باستثناء أن تعمل حكومة نظام الأسد على تدوير الزوايا المتعلقة بالموقف الإيراني من التطبيع مع تركيا، بهدف الوصول لمرحلة جديدة، ليتم البناء عليها لاحقا إن تمت.
وأشار الباحث إلى أن موسكو تمتلك ورقة ضغط على طهران بشأن سوريا، بعد توقيع البلدين اتفاقية شراكة “استراتيجية شاملة”، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الروسية مؤخراً.
وأشار إلى أن ما دار في اللقاء وتم تسريبه للعلن “يحمل في طياته تهديداً مبطناً، وتحذيراً من اندلاع الحرب بمنطقة الشرق الأوسط”.
وتابع: “قد يكون ذلك متعمداً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتهديد الدول الأوربية بموجة جديدة من اللاجئين، الذين تحولوا إلى كابوس في تلك الدول، التي تسعى لحله أو إيجاد المخرج المناسب لها”.
وقد استقبل الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” مساء الأربعاء 24 تموز/ يوليو، في موسكو رأس نظام الأسد، وفق مشاهد بثها التلفزيون الروسي الخميس، وقال الرئيس الروسي للأسد «أنا مهتم للغاية برأيك حول كيفية تطور الوضع في المنطقة ككل…للأسف هناك ميل نحو التصعيد، يمكننا أن نرى ذلك. وهذا يؤثر أيضا بشكل مباشر على سوريا».
فيما رد عليه رأس نظام الأسد بالقول: «بالنظر إلى كل الأحداث التي تجري في العالم أجمع وفي المنطقة الأوراسية، اجتماعنا اليوم يبدو مهما للغاية لمناقشة كافة تفاصيل تطور هذه الأحداث ومناقشة الآفاق والسيناريوهات المحتملة».
ويشار إلى أن روسيا تعتبر حليفًا أساسيًا لسوريا منذ تدخلها العسكري في النزاع في سوريا دعما للأسد عام 2015، كما أنه من المحتمل أن تقوم بدور وساطة لتخفيف حدة التوتر بين سوريا وتركيا.
وأشار موقع “سبوتنيك” الإخباري الروسي، إلى أن الرئيس الروسي استقبل نظيره السوري، اليوم الخميس، في قصر “الكرملين” في العاصمة الروسية موسكو.
ووفقا لسبوتنيك، فقد أشار بوتين في مستهل اللقاء بينهما على أنه سيتم مناقشة العلاقات الثنائية والوضع في المنطقة الذي يميل إلى التصعيد.
كما نوه بوتين إلى أن الطرفين سيبحثان العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا وسوريا، لافتا إلى أن هناك الكثير من القضايا والأسئلة المطروحة حولها.
ونقلت “سبوتنيك” عن الأسد قوله لنظيره الروسي: إن البلدين مرا باختبارات صعبة خلال العقود الماضية، حيث استطاعت موسكو وحكومة نظام الأسد المحافظة على هذه العلاقات على مستوى من الثقة، مشيرا إلى أن ذلك يؤشر بشكل واضح على نضج هذه العلاقات بين البلدين.