الأمم المتحدة تؤكد أن سوريا لا تزال تعاني من أسوأ أزمة إنسانية منذ بدء الصراع قبل أكثر من 13 عاماً
أكد المسؤول في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” راميش راجاسينغهام، الثلاثاء 23 تموز/ يوليو، أن سوريا لا تزال تعاني من أسوأ أزمة إنسانية، منذ بدء الصراع قبل أكثر من 13 عاماً.
وصرح راجاسينغهام في إحاطة أمام مجلس الأمن خلال جلسة حول الوضع في سوريا، إن أكثر من 16 مليون شخص في جميع أنحاء سوريا بحاجة إلى مساعدات إنسانية، “والغالبية العظمى منهم من النساء والأطفال”.
وتابع: “تأثير الصراع، إلى جانب الصعوبات الاقتصادية المرتبطة به، والضغوط الناجمة عن تغير المناخ، وانخفاض التمويل الإنساني بشكل كبير، وغياب برامج التنمية للخدمات الأساسية، لم يكن أكثر وضوحا منه خلال هذه الأشهر الأكثر سخونة من العام”.
حيث حذر المسؤول الأممي من أن نقص التمويل يقيد “بشكل خطير” قدرة الأمم المتحدة على الحفاظ على أنشطة المساعدات وتوسيع نطاقها، مشيراً إلى أن أحد الأمثلة على ذلك هو عدم حصول أكثر من 900 ألف شخص في شمال غربي سوريا، على الدعم المهم للمياه والصرف الصحي الذي يحتاجون إليه.
وسبق أن سلط تقرير إنساني صادر عن مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة “الأوتشا”، في 17 تموز/ يوليو، الضوء على معاناة السكان في مدينة الرقة شرقي سورية، التي تسيطر عليها ميليشيا “قسد”، حيث أكد أن 92% من الأسر تكافح للحصول على غذاء كافٍ، وقد استند التقرير، إلى بيانات تم جمعها من 106 أسر في مدينة الرقة، حيث شمل تقييماً للأوضاع الإنسانية في مدينة الرقة خلال ربيع 2024.
وأكد التقرير إن 86% من الأسر تلجأ إلى الاقتراض لتغطية نفقاتها، في حين أن 72% من العائلات قللت من نفقاتها على السلع غير الغذائية، و97% من العائلات تجد صعوبة في تلبية احتياجاتها الأساسية بسبب الأجور غير الكافية وارتفاع الأسعار ونقص فرص العمل. كما أن 51% من الأسر تنفق أكثر من نصف دخلها الشهري على الطعام.
وبحسب التقرير فإن 63% من الأسر تحصل على أكثر من 12 ساعة من الكهرباء يومياً، معتمدة بشكل رئيسي على الشبكة الرئيسية، في حين أن 14% تعاني من نقص في المياه الكافية لتلبية احتياجاتها، ويعيش 84% من العائلات في منازل ثابتة ومكتملة، في حين أن 75% من العائلات تعاني من مشكلات في السكن مثل التهوية السيئة والتسريبات وقلة الخصوصية.
ويعيش أيضًا 25% من العائلات لديها احتياجات صحية غير ملباة، و59% لديها احتياجات صحية غير ملباة أبلغت عن عدم القدرة على الحصول على الأدوية اللازمة أو الاستشارات الطبية للأطفال أو علاج الأمراض المزمنة.
وبالنسبة للتعليم، فإن 67% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و11 عاماً يحضرون المدرسة بانتظام، بينما 80% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاماً لا يحضرون المدرسة على الإطلاق، وأبلغت 55% من الأسر عن أن الأطفال يعملون بدلاً من الذهاب إلى المدرسة.
وأكد التقرير أن هذه الأرقام تعكس تدهور الوضع الإنساني في مدينة الرقة، الأمر الذي يتطلب تدخلات إنسانية عاجلة لتحسين الظروف المعيشية وتوفير الدعم اللازم للأسر المتضررة.