آخر سفير تركي في حكومة الأسد: تركيا تخلت عن فكرة “سوريا دون الأسد” وتسعى الآن إلى إقامة علاقة تعاون مع حكومة الأسد
رأى آخر سفير تركي في حكومة نظام الأسد عمر أنهون، اليوم السبت 29 حزيران/ يونيو، أن تركيا صاحبة الثقل الإقليمي، قد تخلت عن فكرة “سوريا دون الأسد”، وتسعى الآن إلى إقامة علاقة تعاون مع حكومة نظام الأسد.
وصرح أنهون في مقال نشرتها مجلة “المجلة”، إن حدة الموافق بين حكومة نظام الأسد وأنقرة قد خفت “إذ قال أردوغان اليوم إنه منفتح على فرص إعادة العلاقات مع سوريا ورئيسها، وسبقه بيوم تصريح للأسد عن انفتاحه على المبادرات المرتبطة بالعلاقة مع تركيا”.
وتابع أنهون، أن تركيا مدركة أن التعامل مع الأسد “ضروري لمعالجة قضية اللاجئين، لأنه يسيطر على العاصمة السورية دمشق ويمكنه المساعدة في تحديد خارطة طريق لعودة السوريين المتبقين”.
واعتبر أنهون أن الوساطة الروسية أدت أيضاً إلى تطورات في المجال الاقتصادي، حيث أعيد فتح معبر “أبو الزندين”، الذي يربط مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” وسيطرة نظام الأسد شرق حلب، أمام الممرات التجارية.
ويعتقد السفير السابق أن الجهات الفاعلة الرئيسية مثل تركيا وإيران والولايات المتحدة وروسيا وبعض الدول العربية، تظل حاسمة في تحديد مستقبل سوريا.
وسبق أن صرح الباحث في الشأن التركي، محمود علوش، إن تركيا وضعت ثلاثة أهداف لسياستها الحالية في سوريا، أحدها دفع عملية التسوية السياسية للصراع، معتبراً أن فكرة المصالحة بين حكومة نظام الأسد والمعارضة تنسجم مع مبدأ التسوية.
وأوضح محمود علوش أن الفئات الثلاثة تتلخص بالسعي إلى حل سياسي في سوريا ومكافحة الإرهاب، وتركيز تركيا على الهجرة.
ولفت إلى أن هذه الأهداف تحقق مساعي تركيا في منع إقامة دويلة لحزب العمال الكردستاني”قسد” ومنع موجات الهجرة الجديدة من سوريا، إضافة إلى تسهيل العودة الطوعية للاجئين.
ورأى علوش أن أنقرة تدرك أهمية قبول حكومة نظام الأسد بالوصول إلى تسوية سياسية، موضحاً أن مشكلة التسوية السياسية تكمن في حكومة نظام الأسد وليس في المعارضة.