باحث تركي يقترح منح “البطاقة الزرقاء” للاجئين السوريين بدلاً من بطاقة الحماية المؤقتة “الكمليك” والجنسية التركية
اقترح محلل السياسة الخارجية والأمن في أنقرة عمر أوزكيزيلجيك، اليوم الثلاثاء 25 حزيران/ يونيو، منح “البطاقة الزرقاء” للاجئين السوريين في تركيا، بدلاً من بطاقة الحماية المؤقتة “الكمليك” والجنسية التركية، بهدف منحهم حق العمل والإقامة بشكل قانوني في البلاد.
وصرح أوزكيزيلجيك، في مقالة بصحيفة “يني شفق” التركية، إن “البطاقة الزرقاء”، تمنح للأتراك الذين فقدوا الجنسية التركية، وتعطي هذه البطاقة لحاملها رقم هوية تركياً، بدلاً عن رقم الهوية الأجنبية التي تبدأ برقمي 99، ويمكن بموجبها العيش في تركيا وامتلاك العقارات والعمل والإقامة والتنقل بين الولايات دون تصريح.
وتابع أن الأطفال السوريين الذين وصلوا تركيا قبل 11 عاماً، ودرسوا فيها وتعلموا تاريخها ونشيدها الوطني ولغتها بطلاقة، واقتربوا من دخول الجامعات، سيعانون من مشكلة كبيرة بسبب عدم حصولهم على تصريح عمل بعد التخرج.
وأكد أوزكيزيلجيك، أن عدم منح الشباب السوري الذي نشأ في تركيا وتخرج من منهج التعليم التركي الفرصة للعمل، فإنهم سوف يذهبون إلى أوروبا، متسائلاً عن سبب دفع هؤلاء الشباب، الذين يرغبون في البقاء في تركيا، للهجرة.
وجاء هذا المقترح في مقالة نشرها أوزكيزيلجيك على موقع (Yeni Şafak) المقرب من الحكومة، وأوضح أوزكيزيلجيك أن هناك حالياً مليوناً و561 ألفاً و416 طفلاً سورياً تحت سن 18 عاماً في تركيا، يتعلم معظمهم في المدارس التركية.
وبالإضافة إلى 58 ألفاً و213 سورياً يدرسون في الجامعات التركية. ورغم حصولهم على شهادات معترف بها دولياً، إلا أنهم لا يستطيعون العمل مباشرة بعد التخرج، مما يضعهم في موقف غير متكافئ مقارنة بزملائهم الأتراك.
وأضاف أوزكيزيلجيك أن الشباب السوريين يتوجب عليهم الحصول على إذن عمل من وزارة العمل التركية، التي ترفض معظم هذه الطلبات، وأكد أن رفض منحهم تصاريح العمل رغم رغبتهم في المساهمة في نظام الصحة والتقاعد هو أمر غير منطقي.
وأشار الباحث إلى أنه إذا لم يُسمح للشباب السوريين الذين نشؤوا في تركيا وتخرجوا من نظامها التعليمي بالعمل، فإنهم سيضطرون إلى الهجرة إلى أوروبا، ونوه إلى أن تركيا تواجه مشكلة هجرة العقول، متسائلاً عن جدوى تدريب الكفاءات لصالح أوروبا بدلاً من الاستفادة منها في تركيا.
واقترح أوزكيزيلجيك تعديل قانون “البطاقة الزرقاء” ليشمل الأجانب الذين يستوفون معايير معينة، منها العيش في تركيا لفترة محددة، الامتثال للقوانين، التخرج من المدارس التركية، امتلاك معرفة عالية باللغة التركية، واجتياز امتحان في التاريخ والثقافة والقوانين التركية.
وأوضح أن “البطاقة الزرقاء” تمنح لحاملها رقم هوية تركي بدلاً من رقم الهوية الأجنبية وتتيح له العيش وامتلاك العقارات والعمل والإقامة دون تصريح، لكن دون حق التصويت أو العمل في الوظائف الحكومية أو أداء الخدمة العسكرية.
وأكد الباحث أن اعتماد “البطاقة الزرقاء” سيوفر مزايا تقنية وسياسية ترضي جميع الأطراف في تركيا، مشيراً إلى أن البنية التحتية لتطبيق هذه البطاقة موجودة وجاهزة، وأنها يمكن أن تكون بديلاً مناسباً عن نظام “الحماية المؤقتة” الحالي للسوريين في تركيا.