بعد تعرضها لهجمات منها تفجير انتحاري… “قسد” تعلن عن إجراءات أمنية احترازية جديدة في ريف دير الزور
تصاعدت حوادث العنف والاشتباكات وسط فوضى عارمة اعترت مناطق سيطرة ميليشيا “قسد” الإرهابية حيص أعلنت عن إجراءات أمنية احترازية في ريف دير الزور الشرقي، بعد تعرضها لهجمات منها تفجير انتحاري بديرالزور.
وحسب بيان صادر عن “قسد” اليوم الأحد 12 آيار/ مايو، تتضمن الإجراءات “تكثيف التغطية الأمنية وإغلاق بعض المناطق لملاحقة الخلايا الإرهابية والتحقيق مع المشتبهين بمساعدتهم للإرهابيين”، وأضافت “ستكون تلك الإجراءات أكثر وضوحاً وهي تتم بالتنسيق مع وجهاء المنطقة والمجالس المدنية والعسكرية”، وفق تعبيرها.
ولقد أشارت مصادر محلية إلى تزايد حدة التوتر الأمني والفوضى في مناطق شمال شرق سوريا خلال الأيام الماضية، حيث شهدت المنطقة العديد من عمليات القتل والاشتباكات، مما أثار قلق وسخط السكان المحليين الذين يعانون أصلاً من ظروف معيشية صعبة ونقص في الخدمات الأساسية.
وبينما أبلغت “قسد'” الأهالي عبر مكبرات الصوت بفرض حظر شامل للتجوال من الساعة الثامنة مساءاً وحتى السابعة صباحاً في مدينة الشحيل شرق ديرالزور، وسط استنفار أمني وعسكري مكثف، وسط استعدادات لعمليات دهم وتفتيش واعتقالات في مدينة الشحيل وبلدات الحوايج وذيبان بحجة وجود “خلايا إرهابية”.
وكذلك أبلغت الوجهاء بمنع الاقتراب وحركة السيارات والدراجات النارية من ضفاف نهر الفرات بشكل كامل، وأوعزت للوجهاء بضرورة الإبلاغ عن أي شخص مجهول الهوية، كما منعت لف الوجه باللثام، ودعمت حواجزها في كامل أرياف دير الزور.
ومنذ يوم أمس استنفرت “قسد”، وفرضت حظر تجوال في أسواق ذيبان و الحوايج شرقي دير الزور بداعي معلومات عن وجود سيارتين مفخخة جاري البحث عنهما، مع تفتيش دقيق للسيارات وحجز دراجات نارية في بلدة الحوايج.
وصادرت “قسد”، عدداً من الدراجات النارية في بلدة الشحيل، بحجة وجود حظر تجوال للدرجات، وقتل مدني برصاص مسلحين مجهولين في البلدة كما اندلعت اشتباكات عشائرية بين عشيرتي النوفل والطلاع في بلدة الشحيل شرق دير الزور.
وداهمت “قسد” شنت، عددا من المنازل ببلدة الشحيل شرقي ديرالزور، وذكرت مصادر إعلاميّة محلية أن عناصر “قسد” خربوا وسرقوا أثاث بعض المنازل خلال المداهمة كما سرقوا أموالًا ومصاغًا ذهبيًا من بعض المنازل.
ميدانياً نشبت مواجهات بين مسلحين مجهولين وقوات قسد بالقرب من “لواء الدفاع الذاتي” بالقرب من بلدة الصبحة شرق ديرالزور، بعد استهداف مقر اللواء بالقذائف والأسلحة المتوسطة، تزامنا مع اندلاع اشتباكات بين مقاتلي العشائر وقسد في بلدة سويدان جزيرة بريف ديرالزور الشرقي.
وترافق ذلك مع استنفار عسكري لقوات قسـد بريف ديرالزور، الغربي “جزيرة” بالتزامن مع وصول بعض التعزيزات العسكرية إلى المنطقة ونصب عدة حواجز عسكريّة خوفا من هجمات ضد نقاطها العسكرية.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن قوات التحالف الدولي قامت بتسيير دورية عسكرية على النقاط المتواجدة قرب نهر الفرات، ومن ثم قامت بتفقد موقع نقطة الكومندوس المعروفة بنقطة حاجز الهندي، التي استهدفتها سيارة مفخخة يوم أمس وأسفرت عن مقتل وجرح أكثر من 11 عنصر من “قسد”.
وشهدت مناطق ريف ديرالزور الشرقي قصفا متبادلا بين “قسد” والنظام أوقع عددا من الإصابات، وقصف النظام الشريط النهري مناطق الحوايج وذيبان الواقعة لسيطرة “قسد”، وردت الأخيرة باستهداف منطقة الكورنيش بمدينة الميادين ما أدى لإصابة عدد من عناصر النظام والمدنيين.
وفي سياق متصل قتل طفل وأصيب آخرون بجروح جرّاء اشتباكات وقصف متبادل اندلع قبل أيام بين قوات النظام وبين “قسد” غربي ديرالزور، اندلعت أول أمس الخميس اشتباكات بين مجموعات تابعة لـ”قسد”، في بلدة “محيميدة” بريف دير الزور الغربي، ما أدى إلى إصابة اثنين من عناصرها أحدهم حاتم البوسعود.
وأكدت مصادر في مدينة الميادين أن بعض العائلات المقيمة في الأطراف الشمالية من المدينة اضطرت للنزوح، جراء القصف المتبادل، وذكرت أن السكان يعانون صعوبات في الوصول إلى ضفة نهر الفرات بسبب التخوف من الاستهدافات التي تطال مناطقهم من جهة الضفة الشرقية لنهر الفرات.
وتزايدت خلال الأشهر الأخيرة عمليات القنص وإطلاق قذائف الهاون على ضفاف نهر الفرات، وحسب مواقع موالية للنظام أن فإن منذ تشرين الأول 2023 حتى 1 أيار 2024 وصلت أعداد الوفيات والإصابات الناتجة عن استهدافات قسد لمناطق سيطرة النظام بدير الزور وصلت إلى 44 حالة بينهم نساء وأطفال.
هذا وسجّلت مناطق سيطرة “قسد” خلال مؤخراً تزايد بحوادث وجرائم قتل واعتقال توزعت مناطق سيطرتها أجزاء من الحسكة ودير الزور والرقة وريف حلب الشرقي، كان أخرها ألبوم حيث قتل شاب وأُصيب آخر برصاص قسد بعد استهدافهما على طريق M4 بريف مدينة رأس العين شمال الحسكة.