أكدت عدة شبكات محلية، اليوم الثلاثاء 5 آذار/ مارس، أن حذف علامة مادة الديانة الإسلامية من الجلاءات التعليمية، الذي تناقلته تقارير مختلفة من شمال وشرق سوريا الواقعة تحت سيطرة ميليشيا “قسد” الإرهابية، أثار نقاشًا حادًا حول الأهداف والغايات من هذه الخطوة، لا سيما في منطقة يدين أهلها بأغلبيتهم بالإسلام.
وكشفت مصادر محلية أن المدارس التابعة للجنة التعليم في المناطق التي تسيطر عليها “قسد” الإرهابية شرق ديرالزور وزعت الجلاءات المدرسية المتضمنة نتائج امتحانات الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 2023-2024.
وأشارت المصادر إلى أن تلك الجلاءات كانت خالية من نتيجة مادة التربية الإسلامية في إشارة إلى قيام لجنة التعليم التابعة لإدارة “قسد” الذاتية بحذف المادة من المناهج المدرسية، في تحدٍ واضح لأهالي المنطقة الذين يعتبرون هذه المادة هي جزء أساسي من التعليم.
وطرحت تساؤلات، هل يعكس هذا التغيير سعيًا لتجريد الجيل القادم من فهم جذوره الثقافية والدينية، تحت ستار تعديل المناهج، أم هو بحث عن توافق ثقافي أوسع يحوي الطيف المتنوع من الخلفيات الدينية والقومية؟.
وتقوم قيادات “قسد” من كوادر قنديل بسياسات تهدف إلى الهيمنة والنفوذ ومحو الهوية الثقافية والدينية للمنطقة التي يسيطرون عليها، وقد لاحظ أهالي ريف دير الزور تغيراً في المناهج التعليمية التي يتم تدريسها في المدارس التابعة “لقسد”، حيث تم حذف مادة التربية الإسلامية من المناهج.
وذكرت أن التغييرات المذكورة ليست رياح التجديد الوحيدة التي تهب على المجتمع التعليمي في هذه المناطق؛ إذ تزامنت مع إلزام الأرامل والمطلقات المشاركة في دورات فكرية مع الإشارة إلى كوادر قنديل تظهر نوعًا من البصمة السياسية التي تتخطى محيط التعليم إلى أرجحية السيطرة والنفوذ.
وذكرت شبكة “نهر ميديا”، إن ميليشيات “قسد” نظمت مسيرة بمناسبة اقتراب 8 آذار “عيد المرأة العالمي”، وأجبرت الموظفات والمعلمات على المشاركة بها، وانطلقت من منطقة البانوراما غرب الرقة وصولاً إلى ساحة المحافظة تضمنت الطرق بالدفوف والطبول وقطع للطرقات وتعطيل المدارس.
وكانت الإدارة الذاتية “قسد” أقرت ما يُسمى بالعقد الاجتماعي كدستور منظم لقوانين إدارة المناطق التي تسيطر عليها ونص العقد على احترام أديان ومذاهب أهالي المنطقة بكافة مسمياتها فيما لم يأتي العقد على ذكر أي شيء يتعلق بالديانة الإسلامية والتي يعتنقها الغالبية العظمى من سكان المنطقة.
هذا وتشير مصادر إعلاميّة بالمنطقة الشرقية إلى أن “قسد” تتعمد محاربة الثوابت والقيم الإسلامية لدى أبناء المناطق التي تسيطر عليها عبر ما تُسمى بالإدارة الذاتية “قسد” بالإضافة إلى تسهيل نشر الانحلال الأخلاقي وتعاطي الممنوعات والتي تنافي عادات وأعراف أهالي المنطقة، وفق تعبيرها.
وكانت نشرت الصفحة الرسمية لـ”لجنة التربية والتعليم في مدينة منبج وريفها”، التابعة لـ”الإدارة الذاتية” قسد، بياناً نفت فيه طرح منهاج جديد أثار استهجان وغضب الأهالي في المدينة الخاضعة لسيطرة قوات سورية الديمقراطية “قسد” شرقي حلب.
وجاء ذلك في إعلان رسمي يوضح التراجع والتنصل من طرح منهاج “الإدارة الذاتية”، في مدينة منبج رغم إعلان رسمي سابق يؤكد تفعيل منهاجها في المنطقة ويعزو نشطاء هذا التراجع إلى الجدل الكبير حوله إضافة إلى حالة الاضراب عن التعليم والغضب الشعبي المتصاعد.
هذا وتداول ناشطون صورا من المنهاج الذي أثار جدلا واسعا خلال الفترة الماضية، ويظهر في بعض صوره المتداولة معلومات عن بعض قتلى في صفوف قوات “قسد”، الانفصالية، ومنهم “فيصل سعدون”، الذي توفي عام 2016 في إقليم كردستان العراق، وهو قيادي عسكري معروف وفق الموسوعة الرقمية ويكيبيديا.
يُضاف إلى ذلك ورود اسم “افيستا خابور”، المقاتلة في صفوف الميليشيات الانفصالية والتي فجرت نفسها بمعارك تحرير عفرين من قبضة “قسد”، خلال عملية “غصن الزيتون”، كما تناولت حول المعتقدات الدينية واعتبرت مسيئة للنبي الكريم محمد.
وتجدر الإشارة إلى أن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وذراعها العسكري “قسد” تضييق الخناق على مجال التعليم بشكل كبير جدا، وسبق أن مارست فرض تدريس هذه مناهج خاصة بها بالقوة، والإكراه والتهديد، ما جعل أهالي المنطقة على اختلاف قومياتهم وأديانهم يتظاهرون معترضين على هذا التعسف، ويصدرون بيانات التنديد بهذه المناهج.