بحسب دراسة لمعهد ستراتفورد تتحدث عن تحديات روسيا بعد رحيل “بوتين”
ذكرت دراسة معهد ستراتفورد عن روسيا أن البلد سيواجه تحديات مستقبلية مهمة، على رأسها التراجع الديمغرافي، بحيث تزداد كتلة كبار السن، وينكمش عدد السكان بشكل عام، مع تراجع نسبة الروس في المناطق المفتاحية الرئيسة، مقابل تزايد نسبة “المسلمين الروس”، وتزايد كذلك عدد المقيمين من سكان آسيا الوسطى في روسيا، كل هذا سيُلقي بتداعياته الاقتصادية والإجتماعية على البلد.
ستظل روسيا تحاول التوسع كإمبراطورية كبرى، ولكن تحجيم الغرب لها في أوكرانيا سيحدّ من هذا التوسع، مما يعني تركيزها على أوكرانيا وجبهتها الغربية في مواجهة الغرب، لضمان عدم التحاق أوكرانيا بالغرب.
أما بخصوص بوتين فسيظل متمسكاً بالسلطة حتى يجد الشخصية الموالية لإرثه الإيديولوجي، ومعه سيظل بوتين استبدادياً، وأي خلفٍ له سيظل مستمسكاً بنفس النظام البوتيني، أما الإصلاحات السياسية فإن حصلت فستكون شكلية.
ثمة تحدٍ آخر وهو افتقار روسيا للحصول على التقنية من الصين أو الغرب، ولذا ستظل أسيره لهما في هذا الشأن، ومعه ستبقى بحاجة لقوة عاملة من وسط آسيا، مما قد يهدد عملية الاندماج، لكن مع وجود بوتين فإن مخاطر عدم الاندماج قليلة. وثمة سيناريو تطرحها الدراسة رغم أن فرصه قليلة وهي إمكانية تفتت روسيا إلى دول عدة، لكن في المجمل فإن الغرب سيكون حريصاً على دعم أي خلف لبوتين من أجل تعزيز سلطته، فليس من مصلحته تفتت دولة بحجم روسيا وبفارق توقيتي يصل إلى 11 ساعة زمنية.
وسبق أن أعلنت صحيفة لوفيغارو (Le Figaro) الفرنسية في 27 تموز/ يوليو، أن مهمة بوتين لن تكون سهلة، إذ إن أمامه تحديات كبرى عليها أن يواجهها، خاصة أن الدول الأفريقية المشاركة في اللقاء ستتابع عن كثب تفاصيل اللقاء لتخرج بأجوبة عن أسئلة لا شك أنها تطرحها الآن.
وذكرت “صحيفة لوفيغارو الفرنسية” أن أفريقيا تعد “إلى جانب الصين” من أكبر داعمي روسيا في مواجهة العزلة الدولية التي يحاول الغرب فرضها عليها، وهي الكتلة الكبرى في الأمم المتحدة “54 دولة”، والأكثر انقساماً بشأن القرارات التي تنتقد حرب أوكرانيا.
ويذكر أن روسيا تعتمد على فاغنر لترسيخ مصالحها في أفريقيا، حيث تدعم الأنظمة الهشة مقابل الحصول على الموارد الطبيعية، وقد أسهمت هذه الإستراتيجية في إضعاف الوجود الفرنسي، ودفعته للرحيل عن مالي وبوركينا فاسو.
فيما تنفي روسيا مثل هذه الاتهامات، وتؤكد أنها لطالما دعمت أفريقيا للتحرر من نير الاستعمار الغربي لكن من دون التورط في القضايا الداخلية لتلك البلدان.