الغوطة الشرقية أنموذجًا…الجيش الإسـ.ـرائيلي يستنسخ تجربة الأسد بحق السوريين
يشن الجيش الإسرائيلي سلسة تصعيدات جديدة تجاه مدينة غزة، على أعقاب عملية طوفان الأقصى، التي عرت الكيان الصهيوني وأظهرته على حقيقته، بعد أن أسقطت خرافة الجيش الذي لا يقهر.
ما دفع المحللين العسكريين إلى دراسة الآليات التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية في حربها على غزة، مشيرين إلى حجم التشابه الكبير بينها وبين ما فعله نظام الأسد في حربه على السوريين و”الغوطة الشرقية” تحديدًا.
“الحصار الخانق”
حيث بدأ حربه بفرض حصار خانق، ومنع وصول المساعدات منذ ما يقارب الـ 22 يومًا على القطاع الذي يعاني أساسًا من نقص الخدمات والمواد الأساسية، وهو تمامًا ما فعله الأسد في حصاره على الغوطة الشرقية مع فارق المدة بينهما.
والتي دفعت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش يوم أمس للتحذير من أن النظام الإنساني في غزة يواجه انهيارًا كاملًا مع عواقب لا يمكن تصورها على أكثر من مليوني مدني.
“سياسية الأرض المحروقة واستهداف المدنيين”
ليبدأ الجيش الإسرائيلي بعدها بحملة قصف هستيري غير مسبوق، طال التجمعات السكنية، ودور العبادة ومراكز الإيواء، والمستشفيات، ما أدى لوقع مجازر كبيرة راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى كما أوضحت المقاطع المصورة هناك.
حيث أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بأن الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة بأكثر من 12 ألف طن من المتفجرات منذ 7 تشرين الأول الجاري، مضيفاً أن مفعول هذه المتفجرات “يساوي قوة القنبلة الذرية التي أُلقيت على مدينة هيروشيما اليابانية”.
وهو ما فعله الأسد بالتشارك مع القوات الروسية، منتهجًا سياسة الأرض المحروقة بقصفه التجمعات السكنية والمشافي والمساجد، والطرقات الرئيسية، بهدف الضغط على الحاضنة الشعبية من جانب، وإنهاك المنظومة الطبية والخدمية من جانب آخر.
“استهداف الإعلام”
حيث يتطلب ارتكاب المزيد الجرائم والفظائع يتطلب التضييق على وسائل الإعلام ومنعها من نقل حقيقة ما يحدث، عمدت تل أبيب إلى استهداف الكوادر الصحيفة كما كانت تفعل ميليشيا أسد، بهدف منع إيصال الحقيقة وتوثيق المجازر.
الأمر الذي أكدته لجنة حماية الصحفيين التي قالت في بيان أمس إنها وثقت على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، مقتل ما لا يقل عن 29 صحفيًا واصفة الفترة بالأكثر دموية للصحفيين.
“التضليل الإعلامي وقلب الحقائق”
حيث تعمدت الإعلام الإسرائيلي مدعومًا بإعلام الصهاينة العرب، والإعلام الأمريكي، على قلب الحقائق وتزييف الروايات الموثقة لمجازره _مشفى المعمداني نموذجًا_، والتشكيك بأعداد القتلى والجرحى، بالإضافة إلى شيطنة المقاومة ووصفها بداعش العصر.
كنسخة طبق الأصل لما فعله الأسد وإعلامه المدعوم روسيًا، من خلال تزيف وتكذيب الروايات والوثائق المصورة، واتهام المعارضة بقصف المساجد وتمثيل مسلسلات الأكفان، بعد شيطنة المعارضة ووصمها بالإرهاب والخيانة والعمالة.
“بدأ الهجوم البري المدعوم خارجيًا”
ليبدأ الجيش الإسرائيلي ليلة أمس بحملة عسكرية برية مدعومة بقوات النخبة أمريكية “دلتا”، وهو ما فعله الأسد في إقحام نخبة الميليشيات الإيرانية الإرهابية كرأس حربة في هجومه، تخلفها قوات جيشه المتهالك، أملًا بتحقيق نصر حاسم وسريع.
وكانت الولايات المتحدة قد استقدمت ما يقارب الـ 3 آلا جندي أمريكي، إضافة لعشرات الخبراء والضباط العسكريين، منذ بداية الحملة العسكرية على غزة، بهدف دعم علني وواضح للهجوم البري.
مخاوف من “سيناريو التهجير القسري”
وأخيرًا يخشى المحللون من تطبيق السيناريو الأخير بحق أهل غزة، والذي تمثل بـ “التهجير القسري”، الذي طبقته الميليشيات الروسية ونظام الأسد بحق السوريين في غوطة دمشق، ونقلهم إلى مدينة إدلب شمال سوريا، خصوصًا مع تضارب الروايات حول إعداد مشروع تهجير قسري لسكان غزة إلى صحراء سيناء،
الأمر الذي أكده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعد معارضته لتهجير سكان غزة إلى سيناء ونقلهم إلى صحراء النقب، خلال كلمته الشهيرة التي اجتاحت مواقع التوصل الاجتماعي.