حشود عسكرية في ريف حلب الشرقي…بالأمس الفيلق الثالث واليوم الفيلق الثاني وتحرير الشام مالقصة؟؟”
تشهد مناطق ريف حلب الشرقي في سوريا تصاعدًا في التوترات والحشود العسكرية، حيث تتجه عدة فصائل محلية نحو التصاعد في التصعيد، بعضها ينتمي إلى الجيش الوطني السوري والبعض الآخر مرتبط بتنظيم “هيئة تحرير الشام”.
هذا الوضع يثير مخاوف من اندلاع صدام عسكري جديد في المنطقة، ما يتطلب النظر الدقيق في الأسباب والتداعيات المحتملة.
التصاعد في التوترات يأتي في سياق محاولات “هيئة تحرير الشام” تعزيز نفوذها في المنطقة بعد الانقسامات الأخيرة داخل فصيل “أحرار الشام-القطاع الشرقي” وخسارتها لنقاط قوة اقتصادية لصالح الفيلق الثاني التابع للجيش الوطني.
تفاصيل:
بعد انشقاق فصيل “أحرار الشام” عن الفيلق الثالث وانضمامهم إلى “أحرار عولان” الذين يتبعون قائد “هيئة تحرير الشام”، تصاعدت التوترات في ريف حلب الشرقي بسوريا. شهد القطاع انقسامًا إضافيًا داخل “أحرار الشام-القطاع الشرقي”، حيث انقسمت القيادة إلى فريقين. قرر “أبو حيدر”، القائد السابق للقطاع، الانخراط في هيكلية الفيلق الثاني التابع للجيش الوطني السوري، مما أثار غضب قيادة “أحرار الشام” و”هيئة تحرير الشام” في إدلب.
بدورهم، قرروا عزله وتعيين “أبو الدحداح منبج” كقائد جديد للقطاع. وسبق هذا القرار إصدار قرارات من جانب “أبو حيدر” يُعفى فيها نائبه “أبو الدحداح” من منصبه ويُعفى زكريا الشريدة (أبو عمر) من مهامه كقائد عسكري للقطاع. هذه القرارات جاءت بسبب اتهامهما بتجاوز الصلاحيات المخولة لهما وقد تم تفسير ذلك على أنه محاولة لضعف نفوذ “هيئة تحرير الشام” داخل القطاع.
بالرغم من أن الخلاف يبدو في البداية بين طرفين داخل “أحرار الشام – القطاع الشرقي”، إلا أنه في الواقع يعكس صراعًا أكبر بين قوتين رئيسيتين في شمال سوريا. القوة الأولى هي “هيئة تحرير الشام”، بينما الثانية هي “فيلق الثاني” وتحديدًا “فرقة السلطان مراد” التي انضم إليها القطاع بقيادة “أبو حيدر” بعد انشقاقه عن الفيلق الثالث.
تجدر الإشارة إلى أن “هيئة تحرير الشام” ترى أن مكاسبها الاقتصادية قد تقلصت في المنطقة بعد أشهر من العمل على التمدد فيها، خاصة مع استمرار سيطرة “أبو حيدر” على معبر الحمران. على إثر ذلك، بدأت الهيئة بتكثيف جهودها للسيطرة على هذه المناطق وبدأت حشودها العسكرية بالتوجه نحو هذه المناطق.
من جانبها، تم استنفار القوات التابعة لـ “أبو حيدر” في المناطق التي يسيطر عليها، ونُشِرت أسلحة مضادة للطائرات تحسبًا لأي هجوم محتمل من قبل “هيئة تحرير الشام”. يبدو أن هذا الصراع يعكس تصاعد التوترات في المنطقة والتحديات التي تواجهها الأطراف المتصارعة.