“التحالف الدولي يتدخل لفض خلاف العشائر وقسد شمال شرق سوريا”
نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، غولدريتش، وقائد عملية “OIR”، اللواء فويل، التقوا في شمال شرق سوريا مع قوات قسد الارهابية ومجلس سوريا الديمقراطية بالإضافة إلى زعماء القبائل من دير الزور. تم التوصل إلى توافق حول عدة نقاط مهمة، منها معالجة مظالم سكان دير الزور، وتجنب تداول التدخل الخارجي في الإقليم، إلى جانب ضرورة حماية المدنيين من القتلى والجرحى، ووقف تصاعد العنف في أسرع وقت ممكن.
غولدريتش واللواء فويل أكدا على أهمية التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة وقوات قسد الارهابية في جهود مكافحة تنظيم داعش ودعم الاستقرار في المنطقة.
يشهد الصراع الذي يدور بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وأحد مجالسها العسكرية بداية عشائرية واضحة المعالم، وذلك بين قبيلة العقيدات وقوات قسد. تجسدت هذه الصراعات من خلال دخول الشيخ إبراهيم خليل عبود الجدعان الهفل العبدالله العلي الظاهر، وهو ينوب عن شقيقه الشيخ مصعب، والذي يقيم في دولة قطر، والذي نقل رسائل واضحة المعنى عبر رسالة صوتية. وقد تجمع مئات المتحمسين من أبناء القبيلة أمام مضافتهم في بلدة ذيبان، مما يعكس نوعًا من النخوة العشائرية.
هذا الصراع يتناول جوانب متعددة، حيث شكل تصاعد التوتر بين قسد والقبيلة فرصة لتعزيز الوحدة والتضامن داخل القبيلة والمشيخة خلال فترة من التفتت الكبير للوجهاء الاجتماعيين والشبكات الاجتماعية التقليدية في سوريا. يعكف الصراع على مسألة السيطرة على المناطق والموارد، مع تحديات اجتماعية واقتصادية تؤثر على حياة سكان المناطق المتنازع عليها.
هذا الصراع يُظهر تقاطعًا بين الجوانب العشائرية والاقتصادية والسياسية. تعمل قوات قسد على السيطرة على الموارد النفطية والغازية في المنطقة، مما يثير انتقادات واستياء من السكان المحليين والقبائل. من جهة أخرى، يُعزز الصراع هوية القبيلة ويعكس التماسك الاجتماعي بين أفرادها والمشيخة. يُذكر أن هناك تحالفات داخل قبيلة العقيدات مما يؤدي إلى تعقيدات وتباين في الوجهات والمصالح.
تجدر الإشارة إلى أن التداعيات الاجتماعية والسياسية لهذا الصراع يمكن أن تكون مهمة في تشكيل مستقبل المنطقة. وتظهر أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه العشائر والقبائل في توجيه توجهات السياسة والتأثير على القرارات في الساحة المحلية.
فيما أكد مراقبون أن سيناريو الصلح بين قسد والعشائر بات قريب دون أي تغيير بالمنطقة وفي الوقت الحالي، تفرض قوات سوريا الديمقراطية (قسد) حصارًا على قريتي ذيبان والحوايج في محافظة دير الزور. تتمركز في هاتين القريتين مجموعة من مقاتلي العشائر بقيادة الشيخ ابراهيم الهفل. ومن المعروف أنه حتى الآن لم تحقق قسد أي تواصل رسمي مع الشيخ الهفل ومجموعته.
تمتلك قسد قوة عسكرية تمكنها من تحقيق السيطرة على المنطقة، ولكنها عادة ما تتراجع عن تنفيذ الحسم العسكري السريع لعدة أسباب:
الحذر من تكبُّد خسائر بشرية كبيرة: تجنباً لوقوع ضحايا بين المدنيين ومقاتلي العشائر، يتجنب قسد خوض معارك عنيفة قد تؤدي إلى تصاعد التوترات واستفزاز أوساط العشائر.
تفادي التصعيد: يتحاول قسد تجنب قتل الشيخ ابراهيم الهفل، لأن ذلك قد يُشعل النزاع مجدداً ويؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني في المنطقة.
الضغط السياسي والدبلوماسي: تستخدم قسد استراتيجية الحصار للضغط على الشيخ الهفل ومقاتلي العشائر، بهدف إجبارهم على الانتقال إلى مناطق تحت سيطرة النظام بالتعاون مع أفراد قبيلتهم هناك. يمكن أن يساعد هذا السيناريو قسد في تعزيز رؤيتها للتطورات العشائرية وربطها بالنظام السوري منذ البداية.
دروس من الماضي: قد تستلهم قسد تجربة تنظيم داعش في استخدام الضغط والتهديد لإجبار العشائر على التحول إلى مناطق النظام، وهذا قد يساعد في تطبيق سيناريو مشابه لتحقيق أهدافها.
للخلاصة، تواجه قسد تحديات استراتيجية تجاه تحقيق التواصل مع الشيخ ابراهيم الهفل والعشائر، وتسعى لتفادي التصعيد العسكري واستخدام استراتيجيات دبلوماسية وضغط سياسي للتحكم في الوضع الميداني وتحقيق أهدافها بأقل تكلفة ممكنة.