حرب الألغام ومدى تأثيرها على الصراع…كيف استطاعت روسيا إبطاء الهجوم المضاد لأوكرانيا؟

رغم مرور أكثر من 3 أشهر على بداية الهجوم المضاد، الذي شنته القوات الأوكرانية لاستعادة أراضيها، ورغم تزويد الغرب لأكرانيا بعدد من الأسلحة المتطورة، لا يزال التقدم الأوكراني “بطيئًا” حسب التقديرات العسكرية.
وكان زعماء الغرب قد زودوا أوكرانيا بطائرات إف-16 ودبابات “ليوبارد” و”أبرامز” وغيرها من الأسلحة المتطورة والمعلومات الاستخباراتية والتدريب بهدف تحقيق تقدم على القوات الروسية، لكن رغم ذلك فشلت أوكرانيا في هجومها المضاد.
ويكمن السبب الرئيسي وراء عدم تحقيق القوات الأوكرانية المسلحة بأحدث الأسلحة الأمريكية والغربية لاختراقات هامة على الأرض، هو ذلك الستار الدفاعي متعدد المراحل الذي شيدته القوات الروسية على طول خط المواجهة الممتد لأكثر من 1200 كيلومتر، من جنوب أوكرانيا حتى شرقها.
فوفقًا لوزارة الدفاع البريطانية، أقام المهندسون بعضًا من أكبر التحصينات التي شوهدت في العالم منذ عقود، وتُظهِر صور الأقمار الاصطناعية خطوطًا ملتوية لخنادق على نمط الحرب العالمية الأولى.
كذلك اعتماد القوات الروسية على حقول الألغام الكثيفة أثناء الصراع، كان أحد أهم العوامل التي أوقفت الهجوم الأوكراني بريًا، لا سيما العمق الهائل لحقول الألغام، حيث نقلت صحيفة The Times بعض التقديرات التي تقول إنَ روسيا “زرعت أكبر حقل ألغام في العالم” على طول خط التماس، ما أجبر الجنود الأوكرانيين على التخلي عن دباباتهم الغربية التي طال انتظارها، والتقدم سيرًا على الأقدام، كما أفادت التقارير.
وأوضح خبراء عسكريون أن الجنود الروس لجأوا إلى حيلة “زرع الأفخاخ القاتلة” باستخدام الألغام، بما في ذلك إخفائها في اللعب والثلاجات وكتب الأطفال، وكما لجأت إلى استخدام الألغام المحرمة دوليًا، وقال مسؤول أوكراني إن روسيا زرعت خمسة ألغام لكل متر مربع في بعض المناطق.
أنواع الألغام المستخدمة:
ونشر موقع Business Insider الأمريكي تقريرًا يرصد أبرز 4 أنواع من الألغام الأرضية وطبيعة عملها، حيث زرعت روسيا حقول ألغام ضخمة “مجنونة”، منها.
النوع الأول هو “ألغام مضادة للأفراد”،و تتميز بأنها رخيصة الثمن وسهلة الإنتاج وفعالة للغاية ضد العدو، وتدفَن الألغام على بعد بضع بوصات فقط تحت الأرض وتنشط عادة بواسطة لوحة ضغط -التي تتطلب عمومًا قوة من 11 إلى 35.3 رطل (من نحو 5 إلى 16 كيلوغراماً) لتنفجر.
النوع الثاني من تلك الألغام الأرضية يسمى “الألغام القافزة”، وعادةً ما يؤدي سلك تعثر مربوط باللغم أو الضغط عليه إلى تفجير هذه الألغام الأرضية، وعند تفعيل أداة التحفيز، وهو قضيب معدني يبرز من الأرض، يرتفع اللغم نحو ثلاثة أقدام (91.4 سنتيمتر) في الهواء، حيث ينفجر حول الجزء العلوي من جسم الضحية، مع احتمال التسبب في إصابات مروعة.
أما النوع الثالث فهو “الألغام المتشظية”، ويتميز بإرسال شظايا زجاجية أو معدنية تحلق في اتجاهات مختلفة، عند انفجاره مما يتسبب في إصابات تصل لمسافة 660 قدم (201 متر).
والنوع الرابع هو “الألغام المضادة للدبابات” هي نسخ أكبر بكثير من الألغام المضادة للأفراد، وهي مصممة لإحداث أكبر قدر من الضرر للدبابات من خلال تدمير مساراتها واختراق دروعها، وتنشط هذه الألغام أيضاً بالضغط، لكنها عادة ما تتطلب قوة أكبر بكثير لإطلاقها، بنحو 348.33 رطلاً إلى 745.16 رطلاً (من 337.9 إلى 157.9 كيلوغرام).
يذكر أن روسيا تتحصن على طول الجبهة، بتلك الحيل، في عملية تصفها موسكو بأنها “عملية عسكرية خاصة”، ويتمثل هدفها في التمسك بالمناطق التي سيطرت عليها العام الماضي في الأسابيع الأولى من الحرب، بينما يصف الغرب تلك العمليات بأنها “غزو عدواني غير مبرر”.