5 أسباب… لماذا ستفشل استراتيجية التقارب بين تركيا ونظام الأسد؟
المصدر: مركز مسارات للحوار والتنمية السياسية
تتوالى التصريحات التركية التي تشي بوجود مقاربة جديدة تتبناها تركيا، قائمة على تطبيع العلاقات مع نظام الأسد، والاعتماد عليه في مواجهة مليشيا قسد من جهة، ومن جهة أخرى السعي في خلق مسار سياسي جديد قائم على مصالحة نظام الأسد وقوى الثورة برعاية روسية ـ تركية، من شأنه أن يتيح “عودة آمنة” للاجئين السوريين إلى مدنهم وقراهم.
المقاربة التركية الجديدة فيها العديد من الثغرات والمغالطات بحسب مراقبين، ما يشي باحتمالية كبيرة لإخفاقها في تحقيق نتائجها، بل واحتمالية أن تحمل نتائج عكسية تضر بتركيا ومصالحها في سوريا، وذلك لعدة أسباب:
السبب الأول:
يتمثل برؤية النظام لتركيا كدولة احتلال غير شرعية، يجب مغادرتها من كافة الأراضي السورية، حيث يرى مراقبون أن أي تجاوب من نظام الأسد لا يعدو كونه مناورة مؤقتة بضغط روسي سرعان ما سيحاول التفلت منه.
السبب الثاني:
يرتبط السبب الثاني باللاجئين السوريين الذين فروا من مناطق سيطرة النظام، وفضلوا التهجير القسري على البقاء فيها، حيث يرى البعض أنه لا يمكن للاجئين السوريين الذين رأوا صور قيصر وفيدوهات مجزرة التضامن أن يعودوا لمناطق سيطرة النظام بحال من الأحوال، وبحسب تقرير لمعهد “الشرق الأوسط للأبحاث” نشره في 22 شباط/ فبراير الماضي واستند على استطلاع شمل 300 شخص عادوا إلى سوريا مؤخرًا؛ فإن “الاعتقال التعسفي، والاختفاء القسري، والتعذيب والابتزاز والاغتصاب، ما زال منتشرًا رغم انخفاض العمليات العسكرية”.
السبب الثالث
يتمثل بالتنسيق الكبير بين النظام ومليشيا قسد لمواجهة تركيا، والذي كانت آخر فصوله إجراء مناورات عسكرية ضخمة بين الطرفين في ريف حلب قبل أسابيع استخدمت فيها الدبابات والمروحيات.
يضاف لذلك رغبة روسيا ونظام الأسد في استخدام المليشيات الانفصالية، كورقة ضغط ضد تركيا على المدى البعيد، ولو أظهرا سعيهما في تحجيمها على المدى المنظور.
السبب الرابع
هو ما سيحدثه التقارب مع نظام الأسد من اختلال في التحالف القائم بين تركيا وقوى الثورة والذي من شأنه ـ بحسب مراقبين ـ أن يشكل تهديدا حقيقيا لوجود أنقرة في الشمال والشمال الغربي لسوريا، حيث شهدت المنطقة انتفاضة شعبية كبيرة عقب تصريحات أوغلو الأخيرة المتعلقة بالتقارب مع نظام الأسد، علاوة على عشرات التغريدات لقيادات الجيش الوطني المتحالف مع تركيا، في حين اقتربت بعض التظاهرات من نقط المراقبة والقواعد التركية، بينما شهد بعضها إحراق العلم التركي.
السبب الخامس:
يتمثل السبب الأخير باقتصار النفوذ الفعلي لقوات النظام على منطقة تل رفعت، وعدم قدرة روسيا وإيران فضلًا عن نظام الأسد على مواجهة مليشيا قسد شرقي الفرات حيث تتمركز القوات الأمريكية و التي سبق وسددت ضربات قاسية ضد مرتزقة “فاغنر” الروسية عندما حاولت الاقتراب من حقول النفط في المنطقة عام 2018، وهو ما يعني استحالة تطبيق أي مقاربة قائمة على الاعتماد على مليشيا قسد وروسيا وإيران في مواجهة المليشيات الانفصالية.
ليست استراتيجية جديدة وإنما “مناورة سياسية”
في الوقت ذاته يرى مراقبون أن تركيا تدرك تلك الأسباب جيدًا، ولا تعدو تصريحاتها الأخيرة تجاه نظام الأسد عن مناورة سياسية لمجاراة الطروحات الإيرانية ـ الروسية من جهة، وكسب الناخب التركي في حزيران/ يونيو 2023 من جهة أخرى!
وأنت كيف ترى ترى تطورات الموقف التركي من نظام الأسد؟