“وزارة الخارجية الإيرانية” تعلن عن استعدادها للمساعدة بإعادة العلاقات بين تركيا وحكومة نظام الأسد إلى طبيعتها
أعلنت “وزارة الخارجية الإيرانية”، اليوم الأحد 9 حزيران/ يونيو، عن استعداد طهران للمساعدة على إعادة العلاقات بين تركيا وسوريا إلى طبيعتها، رغم فشل محاولتها السابقة، حيث لاتزال عملية تطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا متوقفة منذ خريف 2023.
وصرح القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري، في تصريح لقناة “سي إن إن” التركية، أن “جانب حكومة نظام الأسد شارك عدة مرات في اجتماعات عملية أستانا بمشاركة إيران وتركيا وروسيا، وهذا يدل على رغبة الأطراف في مزيد من التفاعل والتعاون بين سوريا وتركيا، ونحن نرحب بأي مبادرة لبدء التفاعل السياسي ومستعدون لحشد كل وسائلنا لإقامته”.
وكما سبق أن أكد وزير خارجية نظام الأسد، فيصل المقداد، ان الشرط الأساسي لأي حوار سوري – تركي هو إعلان الدولة التركية عن استعدادها للانسحاب من الأراضي العربية السورية، واعتبر في مؤتمر صحفي مشترك مع القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني ، أنه “لا يمكن أن نتفاوض مع من يحتل أرضنا ووعد عدة مرات بالانسحاب من الأراضي السورية وتراجع عن ذلك”، مشيراً إلى أن “تركيا أقرت عدة معاهدات في هذا الشأن ولم تنفذ منها شيئاً”.
ولقد شدد المقداد على أنه “لا يجوز استمرار الاحتلال التركي ودعم القوى الإرهابية والمسلحة في الشمال السوري، لأن ذلك يتناقض مع أي جهود يجب أن تبذل لتطبيع العلاقات بين البلدين”.
وصرح المقداد “نريد أن نرى تعهدات تركية دقيقة تعكس التزام تركيا بالانسحاب من أراضينا التي تحتلها، ووقف دعمها للتنظيمات الإرهابية”، مضيفاً أنه “لا يجوز للاحتلال التركي للأراضي السورية أن يستمر في دعم التنظيمات الإرهابية في شمالي سوريا”.
وقد تدخلت تركيا في سوريا بشكل مباشر منذ عام 2016 لمواجهة تهديدات أمنية من قبل المجموعات الكردية المسلحة وتنظيم “داعش”، وقد أدت العمليات العسكرية التركية إلى سيطرة تركيا على مناطق واسعة من الشمال السوري من خلال 3 عمليات عسكرية “درع الفرات، وغصن الزيتون، ونبع السلام”، الأمر الذي يعتبره نظام الأسد احتلال.
وقد تزامنت تصريحات المقداد مع جهود دولية بقيادة روسيا وإيران، وهما الحليفتان الرئيسيتان للنظام للعمل على تعويمه من خلال مناقشة عدة ملفات أهمها إعادة اللاجئين وإعادتهم، حيث تسعى العديد من الدول للتقارب مع الأسد من أجل مصالحها فقط.
وكان زعيم حزب الحركة القومية التركي، دولت بهجلي، دعا الرئيس رجب طيب أردوغان إلى تعاون عسكري مع رأس نظام الأسد، للقضاء على “تهديد المسلحين الأكراد في سوريا”، وقبل أيام، كشف رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن حكومته تعمل على المصالحة بين تركيا والنظام مؤكداً أنه “قريباً سنرى بعض الخطوات في هذا الصدد”.
وأكد السوداني أنه على اتصال مع رأس نظام الأسد، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، “بشأن جهود المصالحة”، مشيراً إلى دور بلاده في اتفاق التطبيع بين طهران والرياض، موضحاً أنه “نحاول التوصل إلى أساس مماثل للمصالحة والحوار بين نظام الأسد وتركيا”.