واقع مأساوي يواجهه نازحو المخيمات في شمال غرب سوريا إثر النقص الحاد في المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية
كشف فريق “منسقو الاستجابة” أن 90% من النازحين في مخيمات الشمال السوري يعانون من نقص حاد في المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية، وفقاً لاستبيان شمل 73,484 نازحاً من مختلف الفئات العمرية في 611 مخيماً بمحافظة إدلب وريفها وريف حلب الشمالي.
وأوضح الفريق أن 22 مخيماً لم تتلق أي مساعدات أو نشاطات إنسانية لأكثر من عام ونصف، ما يعكس حجم التحديات التي تواجه قاطني المخيمات.
وتبيّن في الاستبيان أن 89% من النازحين لا يحصلون على مساعدات غذائية، بينما تصل المساعدات إلى 11% فقط وبشكل غير منتظم، كما أن 94% من المخيمات تفتقر إلى النقاط الطبية اللازمة.
في حين يضهر الاستبيان أن 91% من النازحين لا يتلقون المياه بشكل منتظم، فيما يحصل 9% منهم على المياه بصعوبة وبشكل متقطع.
وتعكس هذه الأرقام الواقع الإنساني المتردي في المخيمات، ما يبرز الحاجة الماسة إلى تكثيف الدعم وتوفير المساعدات العاجلة لتحسين أوضاع النازحين.
كما يعتبر التعليم من أبرز الأزمات التي تواجه مخيمات الشمال السوري، حيث لا توجد مدارس في 96% من المخيمات، ما يضع الأطفال في وضع تعليمي هش ويزيد من معاناتهم. بالإضافة إلى ذلك، يعاني النازحون من غياب تام لخدمات الإطفاء والصرف الصحي، مما يزيد من المخاطر الصحية في المخيمات.
وكشف الاستبيان أيضاً أن 98% من الخيام قد انتهت صلاحيتها، ما يضطر بعض النازحين إلى شراء خيام جديدة على حسابهم الشخصي.
كما أشار 82% من المشاركين إلى غياب مشاريع إصلاح الطرقات وتحسين الصرف الصحي، بينما أكد 18% فقط وجود مشاريع، لكنها معرضة للانهيار مع بداية موسم الأمطار.
وفي ظل نقص التمويل الذي تواجهه الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، حيث لا تتجاوز نسبة التمويل 27% منذ بداية العام، دعا الفريق إلى زيادة الدعم المالي واللوجستي لضمان تلبية احتياجات النازحين الأساسية وتحسين ظروفهم المعيشية.
وأبرز الفريق أن التحديات الحالية تتطلب استجابة عاجلة ومنسقة على المستوى الدولي، مشدداً على أن تقديم الدعم الفوري والمستدام هو السبيل الوحيد لتخفيف معاناة الملايين في مخيمات النزوح.
تواجه منطقة شمال غربي سوريا أوضاعاً إنسانية قاسية، حيث تستضيف ملايين النازحين والمهجرين الذين فروا من العمليات العسكرية التي شنها النظام السوري بدعم من روسيا.
يعيش العديد من هؤلاء الأشخاص في مخيمات مؤقتة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الأساسية مثل المياه النظيفة والصرف الصحي. ومع اقتراب فصل الشتاء، تزداد المخاوف بين السكان من عدم توفر التدفئة والمأوى الكافي، مما يفاقم معاناتهم في ظل الظروف الصعبة.