مقالات الرأي

هل نجحت إيـ*ـران في إعادة انتاج فتـ*ـنتها ؟!

عبدالله العبدلي كاتب كويتي

إن الأحداث الملتهبة من “السابع من أكتوبر “ودخول إيران على خط النار، عن طريق الحوثي وحزب الله ، فتح لإيران مسارا جديدا في مشاعر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بعد ما تلوثت سمعتها بما ارتكبت بحق ( السنة ) في العراق وسوريا واليمن ولبنان من مجازر ونهب للثروات وتدمير للمجتمع وخدماته.

وحيث تجهل الشعوب “العاطفية” في تلك الدول أن ذلك التوسع لم يكن ليحدث الا عن طريق المظلة الأمريكية والغطاء الجوي الكبير لبسط هيمنة إيران على تلك العواصم العربية التاريخية، فدخول إيران في اللعبة وتصديق دورها بأنها لاعب رئيسي بدون ( الغرب )في المنطقة جعل بعض “الطيبين” يبتلعون خدعة أنها تعيش دور( الند ) للأمريكان والصهاينة في المنطقة ، وليس الدور المرسوم لها وهو القضاء على المقاومة السنية الحقيقية للمشروع الغربي الصهيوني.

والآن بعد أن أدت دورها طوال عقود طويلة بكفاءة، بدأ الغرب عملية قص أجنحتها في المنطقة وأن تعود كدولة تدور على نفسها أي (تقزيمها ) بعد أن نفذت هدفها الأسمى .

والمؤسف أن إيران الآن، بعد أن بدأت تستشعر التهميش، بحثت عن مخرج لها يرجعها الى وجدان ومشاعر المسلمين فلم تجد غير بعض من الهيئات العلمائية التابعة لبعض الدول الخليجية كي تجمل صورة إيران للسنة وتخرجها من عزلتها بدعوى انها تنصر المقاومة الفلسطينية، مع تناسي جرائمها في حق السنة في الدول العربية ودورها المشبوه في زعزعة أمن واستقرار دول الخليج بجناحها المعروف (بحزب الله ) .

والحاصل الآن أن المسلمين يعيشون فتنة كبيرة تجاه الموقف الإيراني بسبب هذا الخرق الخطير الذي أحدثه محاولات التجميل الجديدة التي يقودها بعض علماء المسلمين للدور الإيراني الجديد في المنطقة العربية، مع صمت غريب ومعيب من الدول العربية تجاه التلاعب الغربي الصهيوني من جانب، والتمدد الإيراني الصفوي في المنطقة من جانب آخر.

القوم يخططون ويضعون استراتيجيات طويلة الأمد، ويتلاعبون بالمنطقة ومستقبلها، بينما العرب السنة نائمون في سبات عميق بل أخطر من ذلك غارقون في الملهيات والتفاهات الغير مسبوقة والتي تشغلهم عن مجابهة المخاطر الشديدة التي تتهددهم !!!

باختصار، تحاول إيران الخروج من حصارها وأزمتها، بإعادة انتاج فتنتها للسنة بمزاعم قيادتها للمقاومة ، والتي لا تتعدى المتاجرة بقضية فلسطين، واتخاذها مطية لتمرير أجندتها التوسعية الطائفية في المنطقة .

نسأل الله أن يصلح حالنا ويبصرنا بواقعنا، ويبعد عنا الغبش والوهن الذي يضعف الهمم ويشتت النفوس، إنه ولي ذلك والقادر عليه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى