نتيجة الصـ.ـراعات في المنطقة… إيـ.ـران توقف رحلات زوار المـ.ـراقد الدينية إلى سوريا

أوقفت إيران زيارات مواطنيها إلى المراقد الدينية في سوريا، بعد عمليات الاستهداف الأخيرة لعناصر ميليشيا “حزب الله” اللبناني وتصاعد التوترات في المنطقة.

قال رئيس “منظمة الحج والزيارة” الإيرانية، “عباس حسيني”: إن توقف إرسال الحجاج الإيرانيين إلى سوريا جاء “لأسباب أمنية”.

ووفقًا لما نقلته وكالة “إسنا” الإيرانية، صرح “حسيني” أمس السبت 21 من أيلول، أن الحكومة لم تستقر بعد على الحالة التي يمكن فيها تحقيق الأمن الكامل لذهاب “الحاج” وعودته بسهولة.

وأضاف “حسيني”، “لا أعتقد أن الأمر مدرج على جدول الأعمال في الوقت الحالي”، مشيرًا إلى أن هناك محدودية في توفير رحلات الطيران إلى سوريا، فشركة “ماهان” لديها رحلة إلى محافظة اللاذقية غربي سوريا (بينما المراصد المقصودة للسياحة تنتشر بمعظمها في دمشق ومحيطها وحلب)، بينما لا توجد حاليًا خطة لإرسال الرحلات إلى سوريا عبر القطاع الخاص.

يذكر أن رحلة الحجاج الإيرانيين إلى دمشق كانت تتم بوتيرة رحلة واحدة أسبوعيًا من طهران، وتتضمن كل رحلة قافلتين تضم كل منهما 80 شخصًا، بحسب تصريح سابق لمسؤول “منظمة الحج والعمرة” الإيرانية، حميد رضا محمدي، في 15 من تشرين الأول 2023.

وبلغت تكلفة هذه الرحلة مع قوافل الحج والعمرة التي تستغرق أسبوعًا حوالي 14 مليون تومان إيراني (حوالي 331 دولارًا أمريكيًا)، بحسب محمدي.

في 16 من تشرين الثاني 2021، وقعت إيران مع حكومة النظام السوري مذكرة تفاهم، تقضي بإرسال 100 ألف حاج إيراني إلى سوريا سنويًا.

وقدّمت إيران، بحسب رشيديان، خطة عبر سفيرها إلى حكومة النظام السوري، قوبلت بالموافقة وبدعوة رسمية من وزير السياحة، ليوقّع الطرفان اتفاقًا على إرسال 100 ألف حاج إلى سوريا سنويًا، تولّت الحكومة السورية مسؤولية أمنهم وصحتهم.

وبحسب الاتفاقية، يغادر الحجاج إلى سوريا جوًا من مطار “الخميني الدولي” في طهران، مع إمكانية تسيير رحلات من مطارات أخرى.

وكان النظام السوري وقّع مع طهران، في 2015، مذكرة تفاهم بشأن تبادل الزوار والسياحة الدينية، وأعلن الجانبان عن تشكيل لجنة مشتركة بين الجانبين، توفر التنسيقات اللازمة لاستئناف إرسال الزوار الإيرانيين.

وتتمثل السياحة الدينية في سوريا بشكل كبير بتدفق الزائرين الشيعة إليها، لا سيما من العراق وإيران، حيث تشهد سوريا عامة ودمشق خاصة، ومنذ بداية الثورة، توسعًا في انتشار المظاهر الدينية، التي وصلت إلى حد استخدام شعارات وأغنيات طائفية مستفزة ومسيئة للطوائف الأخرى في قلب العاصمة دمشق.

ويُسمح لحاملي جواز السفر الإيراني بالسفر إلى سوريا دون تأشيرة مسبقة، وتُمنح تأشيرة لهم عند الوصول، بينما لا تفرض إيران أي تأشيرة على حاملي جواز السفر السوري.

والجدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي توقف فيها إيران إرسال الرحلات الدينية إلى سوريا، حيث أعلن محمدي، في 20 من نيسان 2023، توقف رحلات الزيارة الدينية إلى سوريا بسبب عدم توفر رحلات جوية في الوقت الحالي.