نائب وزير الخارجية الروسي يعلن عن اتفاقية شراكة “استراتيجية شاملة” مع إيران
أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودينكو، عن اقتراب روسيا وإيران من توقيع اتفاقية شراكة “استراتيجية شاملة”، ووصف رودينكو في تصريحات نقلتها الوكالة الروسية للأنباء “تاس” يوم الثلاثاء 23 تموز/ يوليو، المعاهدة بأنها “وثيقة تاريخية”.
وتابع أن الاتفاقية بين طهران وموسكو سترفع العلاقات لمستوى “الشراكة الاستراتيجية الشاملة”، واستغرق إعدادها عامين ونصفًا، وعمل خبراء من إدارات قانونية وإقليمية في وزارتي الخارجية على الانتهاء من نص الاتفاقية في 21 من حزيران الماضي، ولم يكشف رودينكو عن تفاصيل الاتفاقية، في حين قالت “تاس” إنها ستوقع خلال قمة مجموعة “البريكس” في تشرين الأول المقبل.
ومن غير المعروف حتى الآن إن كانت الاتفاقية تتضمن أي بند يتعلق بسوريا، خاصة مع اعتبار الطرفين حلفاء نظام الأسد في دمشق، وتملك طهران وموسكو نفوذًا أمنيًا وعسكريًا واقتصاديًا ضمن المناطق التي يسيطر عليها النظام في سوريا.
ورغم اقتراب موعد توقيع الاتفاقية بين الطرفين، فإن هذا لا يمنع وجود خلافات مستمرة واحتكاكات بينهما في سوريا، وتسببت المنافسة على العقود المتعلقة بالطاقة والموارد الاقتصادية وإعادة إعمار سوريا في حدوث بعض الاحتكاكات.
وكما نشر تحليل لمعهد “واشنطن لدراسات الشرق الأدنى“، في 17 من نيسان الماضي، فإن البيئة الاستراتيجية الحالية بين الطرفين، تحفز موسكو وطهران على التعاون بشكل أوسع.
وقد تطور التعاون بين الطرفين بين تعاون تكتيكي حتى عام 2015 (عام دخول روسيا المعارك رسميًا في سوريا إلى جانب الأسد)، ليصل إلى شراكة دفاعية شاملة، ولكل من طهران وموسكو دوافعهما للتعاون وفق التحليل، والذي يشمل العداء تجاه الانخراط العالمي القائم على القيم الغربية، والتركيز على المرونة الداخلية لمواجهة الضغوط الدولية.
كما يعد الاستياء من النظام العالمي الحالي أحد الأسباب، مع وجود رغبة بتحديه وإعادة تشكيله، وسبق لروسيا وإيران أن وقعتا اتفاقية استراتيجية عام 2001، ومدتها 20 عامًا.
ووفق تحليل معهد “واشنطن”، تعد روسيا أكبر مستثمر أجنبي في إيران، التي تعد مكانًا لتخزين النفط الروسي، كما توجد روابط مباشرة بين الأنظمة المصرفية في كلا البلدين.
وتفرض هذه العلاقة بين الطرفين، بما في ذلك تبادل التكنولوجيا الدفاعية، تحديًا على أمن المعدات الدفاعية الأمريكية المنقولة لشركاء واشنطن، وفق التحليل.