ميليشيا الدعم السريع في السودان تواصل انتهاكاتها في شرق الجزيرة
تشهد قرى شرق الجزيرة انتهاكات واسعة من قبل قوات ميليشيا الدعم السريع عقب معارك مع الجيش السوداني والقوات الشعبية المساندة، حيث تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على مدينة تمبول في 22 أكتوبر/تشرين الأول، ثم شنت هجماتها على عدد من القرى في شرق الجزيرة.
ووفقاً لمصادر محلية، فقد تجاوز عدد القتلى في تمبول 300 شخص، بينهم نساء وأطفال، فيما تجعل الجثث المنتشرة في الطرقات من الصعب إجراء حصر دقيق للضحايا، خاصة مع مغادرة السكان للمدينة.
يشار إلى أن قوات ميليشيا الدعم السريع هاجمت أكثر من 30 قرية في شرق الجزيرة وهجّرت سكانها قسراً، إلى جانب وقوع حالات اختطاف للفتيات وحوادث عنف جنسي. وفقًا لشهود عيان.
وقد وثقت المصادر ثلاث حالات اغتصاب لكوادر طبية، بالإضافة إلى احتجاز قوات الدعم السريع لمواطنين كرهائن، حيث تم التحفظ على بعضهم وطلب فدية مالية لإطلاق سراحهم. وأجبرت القوات المختطفين على تسجيل مقاطع فيديو لمناشدة ذويهم بدفع الفدية المطلوبة.
وأضاف المصدر ذاته أن قوات الدعم السريع طلبت مبلغ 5 ملايين جنيه سوداني (حوالي ألفي دولار) مقابل الإفراج عن أحد المختطفين، بينما طلبت مبلغاً أكبر قدره 50 مليون جنيه سوداني (حوالي 19 ألف دولار) لإطلاق سراح مختطف آخر.
كما استمرت نداءات الاستغاثة من قرى الجزيرة دون استجابة، فيما واصلت قوات الدعم السريع هجماتها بالأسلحة الثقيلة على المدنيين في المنطقة. وتُعد بعض القرى المستهدفة في شرق الجزيرة من مناطق نفوذ كيكل الذي كان قد أعلن انشقاقه عن قوات الدعم السريع.
وبحسب المصادر، فقد اقتحمت قوات الدعم السريع قرية السريحة بمحلية الكاملين شمالي الجزيرة فجر الجمعة 25 أكتوبر/تشرين الأول، ونصبت أسلحتها ومدافعها على المباني، مطلقة النار على المواطنين العزل، مما أسفر عن مقتل نحو 50 شخصاً وإصابة أكثر من 200 آخرين.
يذكر أن هجمات الدعم السريع على شرق الجزيرة تزامنت مع حوادث مماثلة في قرى وسط الجزيرة، أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص، بينهم نساء وأطفال، وتهجير السكان بالكامل، بالإضافة إلى نهب الممتلكات وحرق المحاصيل الزراعية.
وأشار المصدر إلى صعوبة إجراء إحصاءات دقيقة بسبب انقطاع الاتصالات، موضحاً أن البيانات تُحدث باستمرار نقلاً عن شهود عيان، وداعياً السلطات والمنظمات لتقديم الدعم للنازحين الذين يعيشون ظروفاً معقدة، حيث أن بعضهم لا يزال في العراء.
فيما تم توجيه نداء عاجل للمنظمات الدولية للتدخل وحماية المدنيين في شمال وشرق الجزيرة، حيث تتعرض هذه المناطق لهجمات عنيفة وواسعة النطاق من قبل قوات الدعم السريع، في ظل تقارير مروعة تشير إلى وقوع عمليات قتل جماعي على أساس الهوية.