مهاجرون يتعرّضون للضرب والتجويع داخل مراكز الاحتجاز في “ليبيا”
أكد أحد المهاجرين السوريين الموجودين في مراكز الاحتجاز في ليبيا، أنهم يتعرّضون للضرب والتجويع والمعاملة القاسية، وخاصةً في مركز “بئر الغنم” الواقع جنوب غربي العاصمة الليبية طرابلس.
وتحدث الشاب السوري “صابر الخطيب”، عن معاناته داخل مركز احتجاز “بئر الغنم” الذي دخله مرتين، مشيراً إلى أنّه كان يتمنى الموت كل ليلة على أن يعيش يوماً آخر في ذلك المكان، حسبما نقلت صحيفة الشرق الأوسط.
وقد استطاع “الخطيب”، الخروج من المركز مرتين بعد دفع عائلته مبلغ مالي لبعض المسؤولين فيه عن طريق وسطاء، حيث بلغت قيمته في المرة الأولى 1200 دولار أمريكي، والثانية 2300 دولار.
وأشار إلى أن عنابر المركز من الصاج، مما يحوّلها إلى ما يشبه الفرن مع شدّة ارتفاع درجات الحرارة، خصوصاً أنّه يوجد بمنطقة صحراوية، مضيفاً: “الحراس لا يسمحون للمحتجزين بالخروج من العنابر ورؤية الشمس إلا لمن أُصيب منهم بمرض جلدي أو انتشار القمل برأسه، وذلك مرة كل أسبوع”.
ونوّه “الخطيب”، إلى سوء دورات المياه في المركز التي تنبعث منها الروائح الكريهة، ورغم ذلك يجبرون على النوم إلى جانبها، حيث ينام كل أربعة أشخاص على فراش صغير على الأرض، في حين كان يبلغ عدد المحتجزين معه نحو 500 شخص.
وبيّن أنّ حصة كل محتجز ملعقتين من الأرز والمعكرونة في اليوم الواحد للبقاء على قيد الحياة وليس للشعور بالشبع.
ويتعرّض المحتجزون في مركز “بئر الغنم” للضرب بالعصي والخراطيم البلاستيكية الغليظة، وتُطبق عليهم العقوبات الجماعية في حال أعلن أحد الأشخاص إضرابه عن الطعام، أو قام بطرق الباب لاستدعاء الحراس لنجدة من سقط من زملائهم من شدة الجوع والإعياء.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط”، عن الباحث الليبي في قضايا المهاجرين “طارق لملوم” أنّ ليبيا تضم قرابة 24 مركز احتجاز، يودع فيها المهاجرون عقب اعتقالهم أثناء عبورهم إلى شواطئ أوروبا أو خلال وجودهم بالبلاد.
وبحسب “لملوم”، فإنّ هناك الكثير من الانتهاكات في المراكز وليس فقط في “بئر الغنم”، واستطرد بالقول: “يتعرّض المهاجرون لانتهاكات عديدة في مركز قنفودة في بنغازي، وخمسة مراكز أخرى في مدن أجدابيا والبيضاء والشحات وطبرق وسبها”.
وكانت صحيفة “مالطا تودي”، قد نشرت في نيسان 2023 تحقيقاً موسعاً يثبت تورط أجنحة الشام بعمليات تهريب البشر والمهاجرين الغير شرعيين من بنغلاديش وسوريا إلى مطار بنغازي في ليبيا ومنها إلى أوروبا.