منظمة “أطباء بلا حدود” تحذر من تفاقم سوء التغذية بمخيمات النزوح شمال دارفور
حذرت منظمة “أطباء بلا حدود”، من تدهور سريع في أزمة سوء التغذية الشديدة بمخيم زمزم شمال دارفور بالسودان، موضحة أن المخيم يشهد “أزمة حادة على نطاق كارثي”.
وقالت رئيسة الاستجابة الطارئة بالمنظمة الدولية “كلير نيكوليه”، في بيان: إن مخيم زمزم يشهد “أزمة حادة على نطاق كارثي، والوضع حرج، ومستوى المعاناة هائل”.
وأضافت: “رغم أن هذا الوضع معروف منذ قرابة ثلاثة أشهر، لم يتم القيام بما يكفي لمساعدة أولئك الذين يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة”.
وأردفت: “مع تصاعد القتال، نحن قلقون للغاية من أنه سيجعل الأمر أكثر صعوبة لوصول الدعم الدولي الذي كنا نطالب به بشدة”.
ومنذ أوائل أبريل/ نيسان الماضي، تشهد مدينة الفاشر بشمال دارفور اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي شنت هجمات واسعة على قرى غرب المدينة.
وتضم الفاشر عددا كبير من مخيمات النزوح أكبرها مخيما زمزم ونيفاشا، إضافة لدور الإيواء التي لجاء إليها النازحون بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدن نيالا وزالنجي والجنينة والضعين.
وأشارت “نيكوليه” إلى أنه “مع اقتراب موسم الجفاف، نشعر بالقلق من حدوث تدهور سريع في أزمة سوء التغذية الشديدة بالفعل خلال الأسابيع المقبلة”.
وأكدت أن هناك “حاجة ملحة لتعزيز وزيادة الاستجابة الإنسانية بسرعة لسحب أزمة سوء التغذية من حافة الهاوية، ولكي يحدث ذلك، من الضروري أن تتخذ الأطراف المتحاربة إجراءات لتمكين الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية وحماية المدنيين”.
وأوضحت المنظمة أنه “استجابة للقتال المتصاعد في شمال دارفور، عالجت أطباء بلا حدود أكثر من 100 مصاب من جرحى الحرب، ضمنهم 11 طفلا، العديد منهم مصاب بطلقات نارية”.
ودعت الأطراف المتحاربة إلى “ضمان حماية المدنيين ومرافق الرعاية الصحية والطواقم الصحية، بحيث يمكن تقديم المساعدة الحيوية بشكل فعال لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين تتعرض حياتهم للخطر.
ورغم دعوتها العاجلة لتقديم الدعم في فبراير/ شباط الماضي، “لا تزال أطباء بلا حدود هي وكالة الإغاثة الدولية الوحيدة التي تستجيب لتلك الأزمة الهائلة، وواحدة من القلائل القادرين على الاستجابة لأحداث الإصابات الجماعية في الفاشر”، وفق البيان.
وذكرت المنظمة أن “من بين أكثر من 46 ألف طفل تم فحصهم، وجد أن 30 بالمئة منهم يعانون سوء التغذية الحاد، مع وجود 8 بالمئة يعانون سوء التغذية الحاد الشديد”.
كما ظهرت أرقام مماثلة بين أكثر من 16 ألف امرأة حامل ومرضع تم فحصهن، 33 بالمئة منهن يعانين سوء التغذية الحاد، و10 بالمئة يعانين سوء التغذية الحاد الشديد، بحسب المنظمة.
وأوضحت المنظمة أن “الظروف التي يعيشها الناس في المخيم مؤسفة، حيث لم يتم توزيع أي مواد غذائية رسمية في المخيم منذ مايو/ أيار 2023”.
وعلى الرغم من وصول بضع شاحنات من الأمم المتحدة إلى الفاشر قبل أسبوعين، لم يصل شيء إلى زمزم حتى 29 أبريل/ نيسان الماضي، وفق بيان المنظمة.
ودعت “أطباء بلا حدود” الأمم المتحدة والمجتمع الإنساني إلى “بذل مزيد من الجهد للتفاوض على وصول وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية للحضور والمساعدة في الاستجابة في مخيم زمزم”.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” شبه العسكرية حربا خلّفت نحو 13 ألفا و900 قتيل ونحو 8.5 ملايين نازح ولاجئ، حسب الأمم المتحدة.