منصة تحقيقات سورية تكشف تفاصيل طلب المعارضة إجراء حوار مع نظام الأسد بوساطة عراقية
أفادت منصة “ويكيليكس سوريا”، بأنها أجرت تحقيقًا شاملًا حول موضوع طلب المعارضة السورية للحوار مع نظام الأسد المجرم عبر وساطة من الجانب العراقي.
وأكدت المنصة بعد التحقيق والبحث، بأنه تبيّن أن من تقدم بطلب التطبيع مع نظام الأسد جهة غير رسمية ومشكوك بأمرها، وغير معترف عليها دوليًا، قد تتمثل بمركز أبحاث أو تيار أو حزب سياسي.
ولفتت المنصة إلى أن المعارضة السورية الموجودة بشكل قانوني ومعترف بها نفت تلك الادعاءات، وهي الممثلة بـ”هيئة التفاوض السورية” و”الائتلاف الوطني السوري”.
حيث نفت عبر نائبة رئيس الائتلاف الوطني السوري “ديما موسى” ما جاء على لسان “سبهان ملا جياد” المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي، بأنّ بغداد تلقت طلباً من أحد أطراف المعارضة لرعاية حوار مع نظام الأسد، مشيرة إلى أنّ “الائتلاف محافظ على مواقفه المعلنة والصريحة”.
وبهذا يتضح أن ما جاء في تصريح مستشار رئيس الوزراء العراقي “سبهان ملا جياد” بقوله: “إن أحد أطراف المعارضة السورية طلب من العراق حوارًا بينه وبين نظام الأسد”، هي معارضة غير رسمية.
وذكرت المنصة أنه في 22 آب/ آغسطس الفائت، التقى رئيس مركز جسور للدراسات “محمد سرميني” بأحد ممثلي التيارات السياسية العراقية “عمار الحكيم” وهو أحد أبرز زعماء الحشد الشعبي وبالتحديد “منظمة بدر الممثلة بفيلق بدر”، ووفقا لما نشره السرميني عبر حسابه في منصة “إكس”، عن لقاء جمعه بـ”عمار الحكيم”.
وجاء في منشور “سرميني”: “تشرفت بلقاء سماحة السيد “عمار الحكيم” رئيس تيار الحكمة الوطني، الذي أكرمنا بحسن ضيافته وحفاوة استقباله، وأجرينا نقاشات مفيدة اطلعنا فيها على أهمية تعزيز لغة الحوار التي تحتاجها المنطقة في ظل التحديات التي تواجهها”.
ويذكر أن “عمار الحكيم” رئيس تيار الحكمة الوطني، كان له عدة زيارات ولقاءات مع رأس النظام المجرم “بشار الأسد”، وكان أخرها في السنة الماضية.
وقد أثار لقاء السرميني بالحكيم، استفزاز وسخط وريبة الناشطين السوريين حول هذا اللقاء، حيث أن “عمار الحكيم” يعد أحد زعماء فصائل الحشد الشعبي المسؤولة عن قتل وتعذيب السوريين، غير أن بعض المصادر سبق وأكدت لقاءه مع رأس نظام الأسد وتأكيده مواصلة دعمه لقتال السوريين والمعارضة السورية.
كما تم مهاجمة “محمد سرميني” على تغريدته، ليسرع بعدها ويحذفها من حسابه فوراً، وكونه تابع للإخوان المسلمين، فقد تبرأت منه جماعة الإخوان المسلمين في سوريا ضمن بيان صادر عن الجماعة.
ومن الجدير بالذكر أن مساعد “محمد سرميني”، في مركز جسور للأبحاث ومدير مركز المعلومات (الداتا) “عبد الرحمن لبنية” المعروف باسمه الحركي “وائل علوان”، والذي كان يشغل منصب المتحدث الرسمي باسم “فيلق الرحمن”، قام أيضًا بنشر صورة له من داخل المنطقة الخضراء بجانب القصر الرئاسي في بغداد، فيما قام لاحقًا بحذفها.
ويشار أن “عمار الحكيم” التقى برئيس مجلس الوزراء العراقي “محمد شياع السوداني” بتاريخ 23 آب/ أغسطس، أي بعد لقائه بالسرميني بيوم واحد فقط، وفقًا للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء.
ليصرح مستشار رئيس الوزراء “سبهان ملا جياد” بعد 15 يوماً فقط بقوله: “زارتنا المعارضة السورية وطلبت وساطة مع النظام السوري للتطبيع معه”.
ولم يكشف المستشار العراقي “ملا جياد”، اسم الجهة التابعة للمعارضة السورية، معتبرًا أن الأمر خارج عن الاستطاعة حاليًا، حسب تصريحه.
كما لفت المستشار إلى أن النظام السوري، يأتمن العراق أكثر من غيره، ولا يحذر من التعامل معه رسميًا، وأبدى “ملا جياد” ترحيب العراق بهذا الحوار واستعداده لرعايته سياسيًا، موضحًا أن النظام السوري بحاجة إلى حل سياسي داخلي، والانفتاح بالحوار مع المعارضة.
ومن الجدير بالذكر أيضاً أنه لم يحصل أي تواصل على مستويات رفيعة بين العراق وأطراف من المعارضة السورية الرسمية المتمثلة بالائتلاف الوطني وهيئه التفاوض السورية.