“مقدمة للتطبيع” في حال تجاوب… باحث سياسي: الاتحاد الأوروبي يمتحن تفاعل حكومة نظام الأسد مع ملف اللاجئين
رأى الباحث السياسي أحمد القربي، أن تعيين الاتحاد الأوروبي مبعوثاً خاصاً إلى سوريا يمكن أن يكون “مقدمة للتطبيع”، في حال تجاوب حكومة نظام الأسد مع جهود دول أوروبية، خصوصاً إيطاليا، للتعاطي مع ملف اللاجئين.
ولفت القربي إلى أن الخطوة الأوروبية تأتي في خضم تغييرات في المستويين الإقليمي والدولي حيال الملف السوري، في ظل تطبيع عربي وتقارب تركي مع حكومة نظام الأسد.
وأعرب القربي عن اعتقاده بأن المجتمع الدولي بات ينظر إلى حكومة نظام الأسد “على أنها جزء من حل وليس مشكلة”، وفق “العربي الجديد”.
وبدوره، أكد الحقوقي محمد صبرا، أن قرار تعيين مبعوث للاتحاد الأوروبي في سوريا “جاء بضغط من إيطاليا والنمسا بذريعة معالجة أزمة اللاجئين”.
وأشار صبرا إلى أن القرار يشكل “ثغرة” في الموقف الأوروبي، رغم تأكيدات مسؤولي الاتحاد أن الموقف الموحد تجاه التطبيع مع حكومة نظام الأسد لم يتغير.
وسبق أن كشفت وسائل إعلام إيطالية، في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، عن تعيين النمساوي كريستيان برجر، مبعوثاً خاصاً جديداً للاتحاد الأوروبي إلى سوريا.
وأكدت صحيفة “إل فوليو” الإيطالية، إن برجر الذي شغل سابقاً منصب سفير الاتحاد الأوروبي في تركيا، ثم في مصر حيث يستعد لمغادرتها بعد انتهاء فترة عمله فيها، صاحب خبرة طويلة في الشأن السوري.
واعتبرت الصحيفة أن قرار الاتحاد الأوروبي تعيين مبعوث خاص إلى سوريا “جاء ثمرة للعمل الدبلوماسي الإيطالي في بروكسل، انطلاقاً من أن روما هي محور مناورة تطبيع العلاقات مع رأس النظام “بشار”.
وتابعت الصحيفة أن إيطاليا تأمل في إقناع الألمان بالاصطفاف إلى جوارها من أجل تشكيل قوة أكبر في مواجهة الفرنسيين، الذين يقودون بدلاً من ذلك جبهة الرافضين للجلوس إلى الطاولة ذاتها مع رأس النظام “بشار” للحديث عن المهاجرين.
وأشارت إلى أن “الخط الإيطالي” الذي يتضمن دعم توفير فرص عمل وتقديم المساعدة لمن يقرر العودة إلى سوريا من اللاجئين، يشق طريقه الآن حتى بين الدول التي كانت في وقت ما الأكثر معارضة.