مع مواصلة أوكرانيا توغلها في كورسك.. زيلينسكي يريد أن يُشعِر روسيا بالحرب
اقتحمت قوات موالية لكييف منطقة كورسك بجنوب غرب روسيا لليوم الثالث على التوالي ونشرت أكثر من ألف جندي وأكثر من عشرين دبابة ومدرعة، بحسب الجيش الروسي، في ما تبدو أكبر عملية توغل أوكرانية داخل روسيا منذ بدء الحرب بين البلدين مطلع العام 2022.
ووفق تقديرات محللين، تقدمت القوات الى عمق 10 كلم داخل الأراضي الروسية.
ومع مواصلة المسؤولين الأوكرانيين التزام الصمت حيال هذه العملية،
قال زيلينسكي: في تصريحه اليومي “روسيا جلبت الحرب الى أراضينا ويجب عليها أن تشعر بما قامت به”.
ولم يتطرق الرئيس الأوكراني بشكل مباشر الى التوغل، مكتفياً بالإشارة إلى أنه تلقى تقارير من قائد الجيش، ووصف العمليات العسكرية بـ”الفعالة” و”ما تحتاجه البلاد بالتحديد حاليا”.
وأضاف “يعرف الأوكرانيون كيف يحققون أهدافهم. ونحن لم نختر تحقيق أهدافنا في الحرب” التي بدأتها روسيا في شباط/فبراير 2022.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الخميس أن قواتها “تواصل تدمير” الوحدات الأوكرانية وتلجأ إلى الضربات الجوية والقصف الصاروخي والمدفعي للتصدي لها.
وذكرت بأنها استدعت قوات احتياط على وجه السرعة و”تحبط محاولات التوغل” بشكل أعمق في منطقة كورسك.
وأفاد “معهد دراسة الحرب” المستقل ومقره الولايات المتحدة بأن أوكرانيا حققت مكاسب ميدانية كبيرة في أول يومين من التوغل
.
وقال “حققت القوات الأوكرانية تقدّما مؤكدا لمسافة تصل إلى 10 كيلومترات في كورسك أوبلاست في روسيا في ظل العمليات الهجومية الآلية المتواصلة على الأراضي الروسية”.
وأضاف “يشير الحجم الحالي المؤكد وموقع التقدّم الأوكراني في كورسك أوبلاست إلى أن القوات الأوكرانية اخترقت خطي دفاع روسيين على الأقل ومعقلا”.
ومن جهته، قال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك على وسائل التواصل الاجتماعي الخميس: إن “السبب الأساسي لأي تصعيد وقصف وتحركات عسكرية وعمليات إجلاء قسرية وتدمير أشكال الحياة الطبيعية — بما في ذلك ضمن أراضي روسيا الاتحادية مثل منطقتي كورسك وبيلغورود، ليس إلا عدوان روسيا الواضح”.
وبدوره، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العملية بأنها “استفزاز واسع النطاق” من قبل كييف فيما تعهّدت موسكو سحق التوغل.
وأعربت الولايات المتحدة عن دعمها لحليفتها كييف، من دون أن تعلّق بشكل مباشر على العملية الجارية حاليا.
وقال المتجدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين الخميس “نحن ندعم بقوة جهود أوكرانيا للدفاع في مواجهة العدوان الروسي”.
لم ترد تفاصيل كثيرة عن تطورات الوضع الميداني من جانب المسؤولين الروس.
وبدا أن الهجوم المباغت فاجأ الجيش الروسي، ما أثار انتقادات لكبار قادته من قبل المدونين العسكريين النافذين في البلاد.
تركّز التقدم الأوكراني على سودجا، وهي بلدة تعد حوالى 5000 نسمة وتعد مركزا لوجستيا تقع على بعد ثمانية كيلومترات عن الحدود الأوكرانية.
وذكر مدونون عسكريون روس على ارتباط بالجيش بأن كييف حقّقت تقدّما كبيرا.
وقال المدون يوري بودولياكا في منشور على تلغرام إن “الوضع معقّد ويواصل تدهوره.. تمّت خسارة سودجا بالكامل”.
ما زالت أهداف كييف غير واضحة إذ يشير بعض المحللين إلى أنها محاولة لإنهاك الجيش الروسي وإجباره على نقل وحدات من منطقة دونيتسك الشرقية حيث يتقدّم.
وأفاد البيت الأبيض الأربعاء بأنه يتواصل مع أوكرانيا لمعرفة المزيد عن “أهداف” التوغل.
وأعلن حاكم منطقة كورسك عن “وضع طارئ” في المنطقة مساء الأربعاء، في خطوة تتيح للسلطات فرض قيود على الحركة في مسعى للسيطرة على الوضع.