تعاني مدينة دمشق وعموم مناطق نظام الأسد من انتشار مرض نادر يتعلق بالصفيحات الدموية، وتصل نسبة الوفيات بين مصابيه إلى نحو 90%، وسط صعوبات طبية، وتكلفة علاج عالية.
وأكد رئيس شعبة أمراض الدم بمشفى المواساة الجامعي في دمشق الدكتور “أمين سليمان”، لموقع “أثر برس” الموالي إن هناك عدداً كبيراً من المصابين بمرض “فرفرية نقص الصفيحات الخثارية” في مناطق سيطرة سلطة اﻷسد.
ويأتي ذلك فيما تشهد مناطق سلطة نظام الأسد تراجعًا كبيرًا على الصعيد الطبي نتيجة هجرة الأطباء وعزوف الكثير منهم عن العمل في المستشفيات العامة وإهمال نظام الأسد للمستشفيات وخدمتها.
وأكد “سليمان” أن نحو 30 إلى 40 مريضاً يراجعون المواساة سنوياً، منوهاً بأنه من أمراض الدم الخطيرة حيث يؤدي إلى وفاة 80 إلى 90% من المصابين به في حال عدم العلاج بينما يتم شفاء 60 إلى 70% من الحالات عند العلاج، وينكس نحو 40 إلى 30% من المرضى.
وأضاف أنه “مرض نادر بالمجتمع إلا أن عدد الحالات التي تراجع مشفى المواساة كبير لأنه مشفى مركزي ويستقبل المرضى من مختلف المحافظات”، ويتمثل العلاج في حقن “بلازما دم طازجة مجمدة إضافة إلى معالجات مناعية وهي ذات تكلفة عالية”.
وبحسب الدكتور فإن المرض ينتشر على مستوى العالم وحتى بسوريا بنسبة تتراوح بين 1 على 50 ألف شخص و1 على 200 ألف شخص من تعداد السكان، وهو مرض مناعي مجهول السبب يكون أكثر شيوعاً في الأعمار المنتجة من 15 إلى 50 عاماً كما أنه يصيب الأطفال لأسباب وراثية لكنهم يموتون بأعمار صغيرة.
من جانبها قالت الأستاذة في كلية الطب ورئيسة قسم الطب المخبري اختصاصية الدمويات ونقل الدم الدكتورة “تهاني علي”، إن مرض “فرفرية نقص الصفيحات التخثرية” ليس بالمرض النادر بقدر ما هو من الصعب تشخيصه، مؤكدة أنه قاتل وخطير لذلك يتوجب إجراء الاستقصاءات الطبية الواسعة وفق معايير في حال الشك بوجوده لاسيما وأنه يظهر بأعراض مختلفة منها العصبية ونقص خضاب أو فقدان الوعي أو حالة التهابية معينة.
ومن أبرز أعراض الإصابة بالمرض نزف وفقر الدم أو اﻹصابة بارتجاج حملي أو أي حدث التهابي يؤدي إلى تكسر الصفيحات وانحلال الدم ويترافق مع نقص الصفيحات، وهو أيضاً اختلاط لحدث مرضي آخر وله العديد من الأعراض الأخرى ومنها الوراثي ومنها المكتسب، بحسب الدكتورة “تهاني”.
ويمكن أن يكون المرض خلقياً أيضاً وهي حالات نادرة حيث يعاني الشخص من نقص بإنزيم يُفكك البروتين الذي يجمع الصفيحات وربما تكون الإصابة مكتسبة عن طريق تشكل أضداد لهذا الأنزيم.
ويذكر أن على المرضى المصابين “بالفرفرية” في سوريا العلاج حصراً بالمشافي لأنهم بحاجة إلى تبديل بلازما وعلاج السبب المحرض، ومع ضعف خدمات المشافي العامة وحالة الفوضى سيكون الاتجاه إلى المشافي الخاصة مكلفاً جداَ وسط تراجع حاد في مستويات دخل السكان.