محذرًا من انهيار مالية الدولة …خبير اقتصادي في جامعة دمشق: ” راتب الموظف كفيل بإطعام عائلته ليومين فقط”

قال الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق “شفيق عربش”، إن راتب الموظف الحكومي حاليًا كفيل بإطعام عائلته ليومين فقط، ما يجعله أمام ثلاثة خيارات: “إما صرف المدخرات ولم يبق منها شيء، أو الاتجاه لعملين أو أكثر، أو الاتجاه للفساد”.
وأكد عربش أن المواطنين لا يشعرون بوجود الدعم الحكومي، مشككًا بإعلان رئيس الحكومة “حسين عرنوس”، مؤخرًا عن أن تكاليف الدعم بلغت 27.5 مليار ليرة سورية، أي أكبر من اعتمادات الموازنة العامة للدولة البالغة 15.5 مليار ليرة.
وأضاف: “لو أن الدعم كما قال رئيس الحكومة لكان نصيب الأسرة 7.5 مليون ليرة، وبالتالي ما كان هناك فقير”، مشيرًا إلى أن هذه الأرقام هي مظلة واسعة يتم تستير كل الفساد والهدر بالإضافة للفاقد الفني الكبير والانتاج المخالف للإنتاج المعياري بسبب تقادم كل أدوات الانتاج عند الحكومة.
وتابع: “كل الفساد والهدر تحت مظلة الدعم”، فعلى سبيل المثال “عند الحديث عن فاقد فني يتجاوز نصف انتاج الطاقة الكهربائية “ويحسب دعم في النهاية” يتم تسليم المحروقات لمؤسسة الكهرباء بسعر مدعوم على أنها تكلفة أساسية بسعر عالمي”، مضيفًا أن موضوع الدعم إذا استمر بهذا الشكل ستنهار المالية العامة في الدولة.
ورأى عربش أن الاقتصاد السوري حاليًا مقيد بعدة عوامل “من الهيئة العامة للضرائب إلى إجراءات الجمارك المعرقلة”، مشيرًا إلى أن اعتبار سعر الصرف هو سبب كل شيء “خطأ كبير”، لأنه نتيجة ويفترض معالجة المشكلة من خلال الأسباب وليس النتيجة، لافتًا إلى أن الحكومات المتتالية منذ بداية الأزمة استسهلت معركة سعر الصرف واعتقدت أنها تملك ما يكفي من الاحتياطات بالعملة الصعبة لتكسب هذه المعركة.
في تعقيبه على كلمة رئيس مجلس الوزراء الأخيرة في مجلس الشعب بأن الرواتب مرضية،اعتبرها كلمة “خطيرة” مشيرًا إلى “أنه إذا أردنا رفع الرواتب دون ضبط العوامل الاقتصادية الأخرى سينفجر التضخم وسندخل بدوامة وبحلقة مفرغة من المستحيل الخروج منها لاحقًا”.