التقارير الإخباريةمحلي

لليوم الرابع على التوالي تستمر العقوبة الجماعية على سكان الشمال السوري المحرر بقطع الإنترنيت لعزلهم عن العالم الخارجي

تشهد مناطق شمال حلب حيث يقطن فيها أكثر من مليون نسمة يعانون من العزلة عن العالم الخارجي وعن بعضهم البعض لليوم الرابع على التوالي بسبب انقطاع خدمة الإنترنت أثر الأحداث الأخيرة الحاصلة في المنطقة.

وقد حدت الانقطاع التام لشبكة الإنترنت من المخدمات التركية، على خلفية الأحداث التي شهدتها المنطقة من احتجاجات غاضبة، كانت إحدى الإجراءات المقابلة بقطع شبكات الاتصال والإنترنت، كـ”عقاب جماعي” وفق ما يصف نشطاء في الحراك الثوري.

وأكد نشطاء أنهم يواجهون صعوبات كبيرة في التواصل والاتصال ونقل الأحداث في الشمال المحرر، بعد انقطاع شبكات الإنترنت بشكل مقصود من المخدمات التركية عن كامل المناطق المحررة تشمل “إدلب وشمالي حلب”، مؤكدين أنهم باتوا في عزلة عن العالم الخارجي.

وتابع بعضهم أن قطع الاتصالات وشبكات الإنترنت يعطل الأعمال للشركات والمعامل وحتى أصحاب المصالح الأخرى، كذلك النشطاء والمنظمات والمؤسسات الحكومية، بسبب الاعتماد الرئيس على الإنترنت القادم من المخدمات التركية، ويندرج هذا القطع كـ “عقاب جماعي” لكل من هو في المنطقة.

وأكد بعض المحللين أن قطع جميع شبكات الإنترنت من المخدمات التركية جاء من السلطات التركية للتعتيم الإعلامي والصحفي على الأحداث الأخيرة التي شهدتها المناطق المحررة، وجاء ذلك لتغييب الشعب وتهدأته بالذي يدور حوله داخليًا “بالمناطق المحررة” وخارجيًا.

وفي العموم تشهد مناطق شمال غربي سوريا المحررة، حالة من الترقب والهدوء الحذر، بعد يوم غاضب كما وصفه نشطاء، شهدت فيه المنطقة احتجاجات كبيرة، رفضاً للتعدي على اللاجئين السوريين في قيصري التركية، تخلل تلك الاحتجاجات صدام مسلح مع القوات التركية، وقطع للطرقات وحرق وتكسير للسيارات المدنية التي تحمل لوحات تركية.

وصرح نشطاء من إدلب وحلب، أن المنطقة تشهد هدوء حذر وترقب، بعد دعوات عديدة للتهدئة وضبط النفس وعدم الانجرار للفوضى، عبرت عنها قوى المعارضة المدنية والشرعية والسياسية والعسكرية عبر بيانات رسمية، رغم أنها لاتتحكم في الشارع المحتج.

ومن الجدير بالذكر أن مناطق الشمال السوري تشهد انقطاع شبه تام لخدمات الإنترنت القادم من تركيا، ماعدا بعض الشبكات المحلية وشبكة الاتصال الخلوية التركية رقم ضعفها أيضًا، في حين شهدت عموم المنطقة إغلاق تام للمعابر الحدودية منها “باب الهوى – باب السلامة – الحمام – جرابلس – الراعي – خربة الجوز”، مع توقف دخول البضائع والشحنات الإغاثية والمسافرين والمرضى.

وكانت انعكست الاعتداءات التي طالت اللاجئين السوريين في مدينة قيصري التركية يوم الأحد 30 حزيران/ يونيو الماضي، على مناطق الشمال السوري المحرر، والذي تنتشر فيه القوات التركية، إذ شهدت عموم المنطقة احتجاجات غاضبة، تطورت لاشتباكات في بعض المناطق، رفضاً لما يتعرض له اللاجئون في تركيا من حملات عنصرية وتعديات ممنهجة تغذيها تصريحات عنصرية.

ورغم تحرك السلطات التركية في ولاية قيصري والتصريحات من رأس الهرم ممثلة بالرئيس أردوغان ووزير الداخلية ووالي المدينة، واعتقال العشرات من المعتدين على منازل وممتلكات السوريين ليلاً، إلا أن هذه الأحداث خلقت توتراً كبيراً في حدث هو الأول من نوعه بهذا الشكل، وكانت ردة الفعل مشابهة من خلال التعدي على الشاحنات والنقاط العسكرية والمؤسسات التركية في عموم المناطق المحررة.

وشهدت عموم مناطق الشمال السوري المحرر، يوم الاثنين 1 تموز/ يوليو، موجة غضب شعبية عارمة، بدأت بقطع الطرقات والاحتجاج وإنزال الأعلام التركية، والتوجه للمعابر الحدودية للاحتجاج، تطور لاشتباكات في بعض المناطق التي تضم نقاط تركية، ردت الأخيرة بإطلاق النار، وشاب الاحتجاجات عمليات حرق وتكسير لسيارات الشحن التركية وبعض الممتلكات والمؤسسات لاسيما في ريف حلب.

وأخذت الاحتجاجات طابعاً عشوائياً انفعالياً غير منظماً، أدى لصدام مع القوات التركية في عدة مواقع ونقاط لها أبرزها في “معبر باب السلامة – معبر جرابلس – الأتارب – الأبزمو – التوامة – مدينة عفرين – معبر خربة الجوز – السرايا في مدينة عفرين – جنديرس – الغزاوية  …. إلخ”، حيث أطلقت القوات التركية النار في الهواء لتفريق المحتجين، وسببت سقوط جرحى مدنيون، كما اندلعت اشتباكات عنيفة في مدينة عفرين حول مبنى السراي الحكومي.

وكان اعتبر الرئيس التركي رجب طيب “أردوغان”، أن الهجمات التي استهدفت منازل وممتلكات اللاجئين السوريين، في مدينة قيصري، من قبل شبان أتراك “أمر غير مقبول”، وشدد على أن “أعمال التخريب، وإضرام النار في الشوارع، والقيام بأعمال الشغب والتخريب، وتغذية معاداة الأجانب واللاجئين هي أمور غير مقبولة، ولن توصل إلى أية نتيجة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى