لليوم الرابع عشر على التوالي… مجدي نعمة يواصل إضرابه عن الطعام في السجون الفرنسية
يواصل مجدي نعمة، المعروف باسم إسلام علوش، المتحدث السابق باسم “جيش الإسلام”، إضرابه المفتوح عن الطعام في السجون الفرنسية لليوم الرابع عشر على التوالي، احتجاجاً على ما يصفه بالتعذيب النفسي والجسدي الذي يتعرض له. تأتي هذه الخطوة وسط تدهور ملحوظ في حالته الصحية.
وحسب رسالة نقلها محاميه في 5 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يعاني نعمة من ظروف إنسانية وصحية سيئة داخل زنزانة انفرادية لا تتجاوز مساحتها مترين مربعين، حيث تفتقر هذه الزنزانة للتهوية وأشعة الشمس، مما أدى إلى إصابته بأمراض تنفسية وضعف مناعي، كما أن منع الخروج إلى ساحة التنفس تسبب له بداء الدوالي والتهاب الوريد الخثري، بالإضافة إلى تجلطات دموية تتطلب متابعة طبية دقيقة.
ويُصنف نعمة كسجين “فائق الخطورة”، ويخضع لمراقبة صارمة تُلزمهم بالاستيقاظ كل ساعة ليلاً ونهاراً عبر فتح نافذة زنزانته وإضاءة أضواء شديدة، وهذا النظام القاسي أثر بشكل كبير على نومه وحالته النفسية، خصوصاً مع تكرار عمليات التفتيش اليومية التي تتم بواسطة فرق مدربة وكلاب بوليسية.
حدد نعمة مجموعة من الشروط لإنهاء إضرابه، تشمل: أولها، وقف التفتيش الجسدي المهين، ثانيا السماح له بالصلاة في سجنه الحالي أو نقله إلى مكان آخر يتوفر فيه ساحات للتنفس، ثالثها، الاستجابة لطلبات الوحدة الطبية بالسماح له بالمشي لتفادي تفاقم حالته الصحية.
وأكد نعمة أنه يحمل السلطات الفرنسية المسؤولية عن أي تدهور إضافي في حالته الصحية، سواء نتيجة الإضراب أو سوء المعاملة، في رسالته، انتقد نعمة الإجراءات الأمنية المبالغ فيها خلال نقله للمحكمة، حيث تُغلق الشوارع وترافقه مواكب أمنية تكلف الدولة مبالغ باهظة، واصفاً إياها بأنها غير مبررة وتستهلك موارد الدولة دون حاجة.
وعبرت عائلة نعمة عن استيائها الشديد من استمرار انتهاك حقوقه من قبل السلطات الفرنسية، مشيرة إلى تعرضه لتعذيب جسدي ونفسي وحرمانه من أبسط حقوقه مثل الاتصال بعائلته أو استقبال زياراتهم، وأكدت أن هذه الممارسات تتعارض مع القوانين الفرنسية والمبادئ التي تتبجح بها باريس بشأن الحريات وحقوق الإنسان.
كما أوضحت العائلة أن محاولات جهة الادعاء لتجنيد شهادات ضده بوعود التأشيرات والعمل تثير تساؤلات حول نزاهة القضية، وأكدت أن ما يحدث مع نعمة قد يكون مؤشراً خطيراً على مستقبل العدالة في فرنسا.
دعت العائلة منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية إلى التدخل لإنهاء ما وصفته بـ “المهزلة”، مطالبةً المجتمع الفرنسي بالتصدي لانتهاكات تُمارس تحت غطاء القانون، كما أكدت أن معاناة والديه وأقربائه، خاصة والدته التي تدهورت حالتها الصحية، تستدعي موقفاً إنسانياً عاجلاً.
وأثارت صور سابقة تظهر آثار تعذيب على جسد نعمة جدلاً واسعاً في الأوساط الحقوقية والإعلامية، حيث أكدت العائلة صحتها. بينما دعا البعض للتحقق من صحة الصور، أعرب آخرون عن قلقهم من الانتهاكات المزعومة داخل السجون الفرنسية.
وتبدو قضية مجدي نعمة مرآة تعكس التحديات التي تواجه العدالة الفرنسية في ظل اتهامات بالتحيز السياسي وانتهاك حقوق الإنسان، ومع استمرار إضرابه عن الطعام، يبقى السؤال مفتوحاً: هل ستتحرك السلطات لإنصافه أم سيظل أسير ظروف قاسية في أكبر سجون أوروبا؟.