قائد الجيش اللبناني يزور واشنطن وتقابل مطالبه بتحذيرات أمريكية تطالب بالابتعاد عن التضييق على اللاجئين
أفادت بعض المصادر، اليوم الاثنين 12 آب/ أغسطس، أن الأسبوع الماضي شهد تحركات لبنانية في العاصمة الأمريكية واشنطن، ربطت بين ملفي “الإرهاب” واللاجئين السوريين، قوبلت بمطالب أمريكية بالابتعاد عن التضييق على اللاجئين.
حيث جاءت هذه التحركات خلال زيارة قائد الجيش اللبناني، جوزيف عون، لواشنطن، ولقائه بمسؤولين أمريكيين في حزيران الماضي، ووصف فيها مخيمات السوريين في لبنان بـ”الأرض الخصبة للمتطرفين والإرهابيين”.
وحسب ما كشفت عنه صحيفة “الأخبار” اللبنانية، المقربة من “حزب الله” اليوم الاثنين 12 آب/ أغسطس، تناولت الاجتماعات عمليات ترحيل قسرية لسوريين نفذها الجيش اللبناني.
وتابعت أن عون جهّز ملفًا حول اللاجئين السوريين، مشيرًا لوجود مليوني لاجئ سوري، إلى جانب 300 ألف فلسطيني، اعتبر عون أن اللاجئين السوريين “يشكلون خطرًا اجتماعيًا واقتصاديًا وأمنيًا وجوديًا على لبنان”.
وحسب الصحيفة وما نقلته عن محاضر الاجتماعات، تبلغ نسبة المساجين السوريين في السجون اللبنانية 40%، ولم تشرح الصحيفة ما هي المخاطر الاقتصادية التي يشكلها اللاجئون السوريون في لبنان، الذي يعاني من أزمة سياسية منذ 2022، لعدم توافق الزعماء السياسيين على انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
ومنذ 2019 تفجرت أزمة اقتصادية على خلفية اختفاء أموال المودعين في البنوك اللبنانية، بما في ذلك السوريين، فيما يرمي المسؤولون اللبنانيون المشكلة على اللاجئين.
ولفتت الصحيفة لوجود عملية ضغط نفذها معارضون سوريون في واشنطن، أكدت إن فريقًا من المعارضة السورية (لم تذكر الصحيفة الجهة أو الأشخاص)، راسل أعضاء في “الكونجرس” الأمريكي لهذا الغرض.
حيث طلب الفريق من الأعضاء ممارسة الضغط على الحكومة اللبنانية والقوى الأمنية والعسكرية لأنها تسلم حكومة نظام الأسد معارضين سوريين، بحجة مخالفة شروط الإقامة، كما طالبوا بمعاقبة المسؤولين عن المشاركين بعمليات الترحيل.
وحسب عون فإن “دور الجيش منع دخول السوريين بطريقة غير شرعية إلى لبنان، وأن المديرية العامة للأمن العام مكلفة بالتنسيق والتعاون مع المفوضية العليا للاجئين”.
ووضع لبنان تصنيفات لوجود السوريين على أراضيه، بين من لديهم إقامات شرعية، وبين من يحمل صفة لاجئ من المفوضية العليا للاجئين، وبين من هم من النازحين غير الشرعيين، وفق عون.
وفي ظلّ التوترات الأمنية في لبنان، نتيجة العمليات العسكرية جنوبي البلاد بين قوات “حزب الله” وإسرائيل، وحالة الاحتقان لدى فئات من الشعب اللبناني بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية ضد غزة، تعرضت السفارة الأمريكية في بيروت لهجوم في حزيران الماضي.
وسرعان ما اتهم الجيش اللبناني، شابًا سوريًا بإطلاق النار، وأصابته القوى الأمنية خلال اشتباك معه، وحسب عون فإن الشاب السوري “تأثر بفكر داعش منذ سنتين، وتأثر بأحداث غزة”، بينما كشفت مديرية الاستخبارات في الجيش وأوقفت عددًا من خلايا التنظيم شمالي لبنان.
وأكد أن السلطات اللبنانية ألقت القبض على سوري حضر من سوريا وبحوزته بطاقات دفع تمن قبل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وتعود البطاقات لمقيمين في سوريا يدعون إقامتهم في لبنان، أحدهم جندي سوري في قوات النظام.
المسؤولون الأمريكيون قالوا لعون وبلهجة حملت طابع الإنذار وفق الصحيفة، إن قيام الجيش اللبناني بالمشاركة في عمليات الترحيل الواسعة سيكون له صدى سلبي في واشنطن، وكما تناولت النقاشات عمليات تهريب مخدر “الكبتاجون”، ووفق عون فإن 90% من عمليات الإنتاج والتهريب شبه متوقفة ومجمدة في لبنان.
ومن الجدير بالذكر أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة يصل إلى 779 ألفًا، بينما يتحدث المسؤولون اللبنانيون رسيمًا عن أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ.