في الخطوة الأولى من نوعها… المنظمة السورية للطوارئ تنجح بإيصال 5 أطباء لمخيم الركبان المحاصر
حققت المنظمة السورية للطوارئ SETF إنجازًا بارزًا بإيصال خمسة أطباء مختصين إلى مخيم الركبان المحاصر، جنوبي سوريا، والذي يعاني من نقص حاد في الخدمات الطبية، إذ تعتبر هذه الخطوة الأولى من نوعها وتأتي كجزء من الجهود المستمرة للمنظمة لدعم سكان المخيم وتخفيف معاناتهم.
حيث استقبل الوفد الطبي المقدّم سالم العنتري وأعرب عن استعداده لتقديم كل التسهيلات اللازمة لإنجاح مهمتهم الإنسانية، كما التقى جراح الفك والأسنان الدكتور تميم الجبين رئيس منظمة Dünya Adaleti “غلوبال جستس” التركية بالسكان، وعاين التجهيزات الطبية التي تتواجد في المخيم.
وأكد لموقع غلوبال جستس سيريا نيوز إن الوضع في المخيم صعب للغاية، وأضاف “المنطقة بحاجة لكافة أشكال المساعدات، فعلى مستوى الاحتياجات الطبية السنيّة، لا يتوافر هنا سوى إمكانية القلع، أما المعالجات الأخرى فتحتاج الكثير مما يجب توفيره لتقديمها إلى آلاف السكان”.
وحسب مصادر محلية، فقد تمكنت المنظمة السورية للطوارئ من إيصال خمسة أطباء مختصين إلى المخيم؛ يشمل طبيباً مختصاً في الجراحة والأعصاب، وطبيبين مختصين في طب الأسنان، وطبيباً نفسياً، وطبيباً متخصصاً في طب الأطفال والتخدير.
ولقد صرح معاذ مصطفى، مدير المنظمة السورية للطوارئ، عن فخره بهذا الإنجاز قائلاً: “المنظمة السورية للطوارئ لن تتوقف عن دعم أهالينا في مخيم الركبان، فهم منبع الثورة الجديدة، الدعم الإنساني سيستمر، والدعم الطبي سيستمر، ودعم التعليم سيستمر، نحن فخورون جداً بإدخال خمسة أطباء، وهو أكبر عدد يصل إلى الركبان عن طريق الطيران العسكري الأمريكي.”
وبدوره أكد الدكتور محمد بكر غبيس، طبيب الأطفال، ورئيس منظمة C4SSA الأميركية بالاطلاع على العديد من الحالات لدى الأطفال في المخيم، بالإضافة إلى الدكتور رامي كلزي واختصاصي الأمراض النفسية القادم من الولايات المتحدة، سيقوم بالاطلاع على أحوال الأطفال، وقد وصل اليوم الدكتور ماجد عزاوي طبيب الأسنان أيضاً للانضمام إلى زملائه في الركبان.
وبحسب المصادر، فإنها المرة الأولى التي يدخل فيها هذا العدد الكبير من الأطباء إلى المخيم، وتابعت: “سيبقى الأطباء حتى 16 من الشهر الجاري حتى حزيران/يوليو، مع بقاء أحدهم لفترة أطول لتقديم المساعدة المستمرة.”
وأكدت أن هذه الخطوة تعتبر جزءًا من الجهود المتواصلة للمنظمة السورية للطوارئ لتقديم الدعم الإنساني والطبي والتعليمي لسكان مخيم الركبان، على أمل تحسين ظروف حياتهم وتخفيف معاناتهم في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها.
ويعد إدخال هؤلاء الأطباء خطوة كبيرة نحو تحسين الوضع الصحي في مخيم الركبان، حيث يفتقر السكان إلى الرعاية الطبية الأساسية، ومن المتوقع أن تسهم هذه المبادرة في تقديم خدمات طبية ضرورية وعلاج للحالات الحرجة التي يعاني منها سكان المخيم.
وسبق أن أصدر ناشطون يسكنون في مخيم الركبان قبل فترة مناشدة للأمم المتحدة “للتدخل لحل مشكلتهم”، وإعلان المخيم “منطقة منكوبة”، ويؤوي المخيم، الذي تأسس عام 2014، ويقع في منطقة حدودية فاصلة بين سوريا والأردن آلاف النازحين، وهو يقع ضمن منطقة أمنية بقطر 55 كلم أقامها التحالف الدولي بقيادة واشنطن وأنشأ فيها قاعدة التنف العسكرية.
وقد بدأت أوضاع العالقين في المخيم بالتدهور خصوصا منذ إعلان الأردن، منتصف عام 2016، حدوده مع سوريا والعراق منطقة عسكرية مغلقة، وزاد الوضع سوءا مع تفشي وباء كوفيد-19 وإغلاق الأردن حدوده تماما.
حيث وجه الناشطون بيانهم إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وقالو إنهم يتحدثون باسم “7500 مدني بينهم أطفال ونساء وشيوخ رجال”، مشيرين إلى أن “الجوع والمرض” نال من الأطفال والنساء وسط صحراء قاحلة.
ووفق تقرير لقناة الحرة الأميركية، وأكدوا في مناشدتهم أن “الجميع يحاصرهم ويحرمهم من أدنى سبل العيش من غذاء وماء ودواء، فنظام الأسد وميليشيات إيران يمنعون حتى إسعاف المرضى وحالات الولادة داخل الأراضي السورية”، وطالبوا بضم مخيم الركبان للمخيمات التي ترعاها الأمم المتحدة، واعتباره “منطقة منكوبة إنسانيا”، أو نقل المخيم لداخل الأراضي الأردنية.
وشددوا على أن ما يطالبون به هو “حل إنساني مؤقت” ويحتفظون بحقهم في “العودة لأراضيهم ومنازلهم في سوريا بعد تحقق شروط الأمن والأمان”، مشيرين إلى أنه يمكن فتح “طريق آمن لخروج النازحين إلى الشمال السوري أو شرق الفرات”.