على خلفية المعارك مع قوات العشائر… “قسد” ترسل تعزيزات ضخمة إلى مواقع الاشتباكات وتحمّل النظام المسؤولية
استمرت المواجهات العسكرية شرقي محافظة دير الزور بين قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وفصائل ذات طابع عشائري تدعمها ميليشيات موالية لإيران ونظام الأسد، بالقرب من نهر الفرات.
وصرحت ميليشيات “قسد” الإرهابية عبر “فيسبوك”، اليوم الخميس 8 آب/ أغسطس، أنها ردت على “مسلحي النظام ومرتزقة الدفاع الوطني” الذين أطلقوا النار على قرية الدحلة شرق محافظة دير الزور.
وحسب معلومات من قيادي في “الأمن الداخلي” (أسايش)، التابع لـ”قسد” وصلت تعزيزات متضمنة أسلحة ثقيلة قادمة من مدن القامشلي والحسكة إلى المنطقة التي شهدت المواجهات.
وقد حشدت “قسد” عددًا من العناصر لم يحدده القيادي بدقة، في منطقة المعامل التي تعد عصب دير الزور العسكري لكونها منطقة عسكرية وتقع فيها إداراة المجالس المدنية التابعة للإدارة الذاتية “قسد” وهي مظلة “قسد” السياسية، وفق القيادي.
حيث شملت التعزيزات العسكرية تمركزًا جديدًا للقوات في مقرات القيادة التابعة لها بقرى وبلدات هجين، والبصيرة، كما عززت نقاطها العسكرية الضفة الشرقية من نهر الفرات، وفق القيادي الذي تحفظ على ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام.
وحمّل مجلس سوريا الديمقراطة “مسد” نظام الأسد المسؤولية عن الهجوم على مواقع “قسد” في دير الزور، إذ قال عبر بيان، أمس الأربعاء، أن هجومًا “غادرًا وجبانًا” تعرضت له دير الزور من قبل “قوات سلطة الأسد والفلول المرتبطة بها وبقوى خارجية”، وقتلوا العديد من المدنيين الأبرياء وأصابوا آخرين بجروح بليغة، وعبر “مسد” عن استنكاره للهجوم محملًا “سلطة حكومة نظام الأسد” المسؤولية، وحذّرها من تطور الأوضاع الأمنية في المنطقة
ومن الجدير بالذكر أن الاشتباكات كانت قد بدأت مساء الثلاثاء، بعد هجوم شنته قوات النظام مدعومة بـ”الدفاع الوطني” و”قوات العشائر العربية” على مواقع لـ”قسد” بريف دير الزور الشرقي.
وتوعد إبراهيم الهفل أحد شيوخ العشائر العربية في بيان له أمس، “قسد” بمزيد من الهجمات، وأنه لن يترك السلاح حتى “تحرير الأرض من ميليشيات قنديل الإرهابية (في إشارة إلى قسد)”، حسب تعبيره.
واتهم إبراهيم الهفل أحد شيوخ عشيرة “العكيدات”، وهو قائد “قوات العشائر العربية”، من قبل “قسد” بالتبعية للنظام، وسبق أن رفض الإدلاء بتعليقات حول الاتهامات الموجهة له من قبل “قسد”.
ولقد سيطر المهاجمون على نقاط في بلدات ذيبان وأبو حمام غرانيج وشعيطات والكشكية، بعد اشتباكات مع عناصر “قسد” وانسحابهم منها، وكما جرت اشتباكات في بلدات الصبحة والبصيرة وأبو حردوب.
وعزز إقصاء “قسد” لحقوق المكون العربي في محافظة دير الزور حالة من الغضب الشعبي ضدها، وعدم توجهها لإصلاح تفاصيل هذا الإقصاء، رغم وعود قدمها قائدها مظلوم عبدي سابقًا، في حين حاولت إيران على مدار السنوات استغلال سلوك “قسد” ضد المكون العربي، لكسب ولاء عشائر المنطقة والتغلغل في المنطقة.