الأخبارمحلي

طائرات مسيرة انتحارية تستهدف ب6 هجمات متتالية سهل الغاب بريف حماة

تصاعدت هجمات قوات نظام الأسد وروسيا والميليشيات الإيرانية باستخدام الطائرات المسيرة الانتحارية بشكل خطير وغير مسبوق، مستهدفة المدنيين في شمال غربي سوريا، مما يهدد حياتهم ويعرض سبل عيشهم للخطر، ويمنعهم من الوصول إلى أراضيهم الزراعية واستثمارها.

تسببت هذه الهجمات في تدمير مقومات الأمن الغذائي في المنطقة، وتعيق قدرة السكان على تأمين قوت يومهم، في حين يفتقد الرد الإنساني الكافي، ويغيب التحرك الدولي لوقف هذه الهجمات، مما يزيد من معاناة السوريين ويجعلهم يواجهون السنة ال 14 من الحرب دون أي تحسن يذكر.

وقد وُثّقت ست هجمات بواسطة طائرات مسيرة انتحارية، أطلقت من مناطق تحت سيطرة نظام الأسد، استهدفت منطقة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي يوم الخميس الموافق 22 شباط.

وقع الهجوم الأول حوالي الساعة الثانية ظهراً، حيث استهدفت دراجة نارية كان يستقلها مدني وأطفاله أثناء توجههم إلى أرضهم الزراعية في قرية الزيارة، مما أسفر عن إصابتهم بجروح.

أما الهجوم الثاني، فقد استهدف الطريق الرئيسي إلى قرية القرقور بواسطة طائرة مسيرة انتحارية حوالي الساعة الثانية ظهراً، دون تسجيل أي إصابات بين المدنيين،
والهجوم الثالث، فقد وقع حوالي الساعة الثالثة ظهراً، استهدف جسراً يُعرف باسم جسر سكة القطار غربي قرية الفريكة.

ووقع الهجوم الرابع، حوالي الساعة الثالثة والنصف ظهراً، استهدف استراحة لصيادي الأسماك في قرية القرقور الذين يمتهنون صيد الأسماك في سد القرقور.
وتلاه بعد دقائق الهجوم الخامس، الذي استهدف أيضاً استراحة لصيادي الأسماك في نفس القرية، والتي تقع بالقرب من الاستراحة المستهدفة في الهجوم السابق.

أما الهجوم السادس، فقد وقع حوالي الساعة 5 مساءً، حيث استهدف سيارة مدنية مركونة في قرية قسطون بسهل الغاب، دون تسجيل إصابات، لكن الهجوم تسبب في أضرار كبيرة في السيارة.

يشار إلى أن يوم الخميس الماضي الموافق 15 شباط، أصيب مدنيان إثر هجوم من قوات النظام باستخدام طائرة مسيرة انتحارية، استهدفتهما بين قريتي الدقماق والمنصورة في سهل الغاب شمال غربي حماة.

والجدير بالذكر أن الهجمات باستخدام المسيرات الانتحارية، تركزت على منطقة الغاب، وهي من أخصب المناطق الزراعية في سوريا، حيث يُزرع القمح، الذي يعتبر الغذاء الرئيسي للسكان.

كما تضم المنطقة سد القرقور، الذي يعتبر مصدراً هاماً لاصطياد الأسماك لدى المدنيين. وتهدد هذه الهجمات عدداً كبيراً من العائلات بفقدان مصادر رزقها، سواء كانت تعتمد على الزراعة أو صيد الأسماك أو الرعي.

ومنذ بداية العام الحالي 2024 وحتى تاريخ اليوم 22 شباط، سُجلت 13 هجوماً باستخدام طائرات مسيرة مذخرة انتحارية. استجابت فرق الإنقاذ للهجمات التي استهدفت المناطق المدنية، وأدى هذا النوع من الهجمات إلى إصابة 7 مدنيين، بينهم طفلان.

يذكر أن تأثير هذه الهجمات لا تقتصر على الخسائر المباشرة في الأرواح والأضرار في الممتلكات، بل تمتد لتشكل تهديداً لقوت السكان ومصادر دخلهم في العديد من القرى والبلدات والمزارع والمناطق الزراعية، بما في ذلك منطقة سد القرقور.

وهذا يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي، وتقليل قدرة السكان على زراعة المحاصيل، بالإضافة إلى عرقلة الوصول إلى الخدمات الأساسية. وهذا بدوره يزيد من التحديات التي يواجهها المجتمع المتضرر بالفعل منذ 13 عاماً من الحرب.

ومنذ بداية العام الحالي 2024 وحتى 18 شباط، استجابت فرق الإنقاذ لـ 138 هجوماً من قبل قوات النظام والميليشيات الموالية له في شمال غربي سوريا.

ومن بين هذه الهجمات، كانت هناك 3 هجمات باستخدام صواريخ محملة بالذخائر الفرعية الحارقة، استهدفت 4 أسواق شعبية و4 مدارس و3 مساجد، بالإضافة إلى منازل المدنيين. ونتج عن هذه الهجمات مقتل 10 أشخاص، بينهم طفلان وامرأة، وإصابة أكثر من 60 آخرين، منهم 17 طفلاً و5 نساء.

وعلى أعتاب العام الرابع عشر من الحرب على السوريين، يستمر فشل المجتمع الدولي في وقف الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي الإنساني. يترتب على ذلك تداعيات كبيرة، حيث يزيد غياب إجراءات محاسبة مرتكبي هذه الجرائم من تآكل الثقة في مبادئ القانون الدولي الإنساني والعدالة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى