مدونة " داماس بوست"

شكراً خامنئي!

بقلم الأستاذ مجاهد ديرانية

لا يظنَّنَّ ظانٌّ أنني أهزل، بل إنّي أشكر الرجلَ جاداً غيرَ هازل، لأنه ساعدني (وساعد غيري من أمثالي) على توضيح ما كان حقُّه أن يكون من أوضح الواضحات لولا أن الفهم استغلق على كثير من المخدوعين بجعجعة “الحزب” وحربه الوهمية، حرب الطواحين التي ما زال يشنّها منذ عشرة أشهر على الأشجار وأعمدة الاتصال.

قبل تسعين يوماً بالتمام والكمال قرأت في حسابٍ من الحسابات التي كنت أتابع فيها أخبارَ الملحمة في ارض العزة والرباط، قرأت تعليقاً لصاحب الحساب قال فيه: “من حقنا أن نتفاءل ونستبشر بمئة ألف مقاتل في لبنان وحدها اكتسبوا خبرات قتالية جبارة، سواء بحرب الاستنزاف الحالية في جنوب لبنان أو من القتال في سوريا من قبل”.

فعلقت على كلامه قائلاً: “تقصد -أخي الكريم- القتالَ في سوريا ضد أحرار سوريا وقطع رؤوس أولادهم بالمناجل والسكاكين وحرقهم أحياء (كما تصنع إسرائيل اليوم بأهلنا الكرام في غزة العزة)؟ فأيُّ فرق بين ضحية وضحية وأيُّ فرق بين مجرم ومجرم؟ وكيف يرجو السنّةُ في فلسطين الخيرَ ممّن ذبح السنّةَ في إيران والعراق وسوريا واليمن ولبنان؟ كيف يرجون الخير من الذي فاقت ضحاياه من المسلمين في هذه البلدان ضحايا إسرائيل في فلسطين آلافَ المرات؟ هداك الله”

فحظرني صاحب الحساب وترك أنصار الحزب يصولون ويجولون ويتلاعبون بالعواطف والعقول!

ماذا تقول اليوم -يا صاحب الحساب- وماذا يقول أصحابك وأمثالك وقد نَزع وليُّهم اللثامَ وكشف السترَ وأظهر الخبيء، وأعلن على الملأ أن معركة الجبهة الحسينية مع الجبهة اليزيدية ماضية إلى يوم القيامة؟ وأنت من أي الفريقين يا صاحبي: من الحسينيين أم من اليزيديين؟

مرة أخرى: شكراً خامنئي! أشكرك لأنك وفرت علينا عناء إقناع الذين خدعَتهم جعجعتُكم الفارغةُ وأعفيتنا من تقديم البرهان على ما نقول، ويا ليت المخدوعين من قومي يعلمون!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى