سفير نظام الأسد في طهران يؤكد أن “ظرفاً طارئاً” منع “الأسد” من زيارة إيران لتقديم تعازيه في مصرع الرئيس الإيراني
اعتبر “شفيق ديوب” سفير نظام الأسد في طهران، اليوم الاثنين 27 آيار/ مايو، أن “ظرفاً طارئاً” منع “رأس نظام الأسد” من زيارة إيران، لتقديم تعازيه ومواساته، في مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي، ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، ومرافقيهما، الذين قضوا إثر تحطم مروحية قبل قرابة أسبوع.
وصرح ديوب، أنه على ثقة بأن رأس نظام الأسد “سيزور طهران لتقديم العزاء في أقرب وقت ممكن، وفي ظل ظروف مناسبة”، ولفت إلى أن الأسد تحدث هاتفياً مع الرئيس الإيراني بالوكالة محمد مخبر، كما مثّل دمشق في مراسم العزاء، وفد برئاسة رئيس الوزراء حسين عرنوس.
ويذكر أن ديوب لم يوضح طبيعة “الظرف الطارئ” الذي منع رأس نظام الأسد من زيارة طهران، وكانت أظهرت البيانات الرسمية الصادرة عن دمشق وطهران، تناقضاً حول الاتصال الهاتفي بين مخبر والأسد.
ولقد نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”، أن الأسد وعد بزيارة طهران في “أقرب فرصة”، وشبّه رئيسي بالقائد السابق لـ”فيلق القدس” في “الحرس الثوري” قاسم سليماني، بينما خلا بيان “الرئاسة السورية” من أي إشارة إلى ذلك.
وأكدت “الرئاسة السورية”، في بيان لها، أن “رأس نظام الأسد”، أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس الإيراني المكلّف “محمد مخبر”، وعبر فيه عن تضامن سوريا التام مع إيران في كل الظروف، وثقته بقدرة دولة وشعب إيران على تجاوز هذا المصاب.
وأضاف البيان إن “رأس نظام الأسد”، “أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس الإيراني المكلّف محمد مخبر، جدّد فيه تعازيه القلبية للجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وشعبا بوفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ورفاقهما مؤكدا على نهج سورية الثابت في العلاقة مع إيران”.
بينما عبر الأسد عن “تضامن سوريا التام مع إيران في كل الظروف، وثقته بقدرة الدولة والشعب الإيراني على تجاوز هذه الحادثة الأليمة”، ولفتت إلى أن الرئيس الإيراني المكلّف أكد على عمق العلاقات الإستراتيجية التي تجمع البلدين الصديقين، واستمرار التشاور والتنسيق بينهما على كل المستويات.
وكانت أقلت مروحية الرئيس الإيراني – التي قيل إنها هبطت اضطراريا في منطقة جلفا شمال غربي العاصمة الإيرانية طهران- قيادات بارزة في صنع القرار الإيراني، على رأسهم الرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي” و “وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان”، إضافة إلى “محمد علي آل هاشم”، وهو إمام في مدينة تبريز وممثل المرشد الإيراني في محافظة أذربيجان الشرقية، إضافة إلى مالك رحمتي الذي كان ضمن الفريق المرافق للرئيس وهو محافظ أذربيجان الشرقية.
ويذكر أن الهالك “رئيسي” أول رئيس إيراني يزور نظام الأسد في دمشق ويحاول إخراجه من عزلته التي فرضت عليه دولياً، فكانت زيارته إلى دمشق برفقة وفد وزاري، في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس إيراني منذ عام 2011 إلى سوريا، والتي مهدت لزيادة تحكم إيران في سوريا، وتمكين مشروعها في الهيمنة.
وسبق أن أشادت المستشارة الخاصة لرئاسة الجمهورية السورية “بثينة شعبان”، بما قدمته إيران من مساعدة للنظام في قتل الشعب السوري وتشريده وتغيير الديمغرافية السكانية المستمرة، علاوة عن تملك القرار في كثير من المجالات في سوريا، معتبرة أن إيران كانت الدولة الأولى التي ساعدت سوريا وأرسلت إليها مستشاريها، وأن السوريين لن ينسوا مساعدة الإيرانيين، وفق تعبيرها.
ومنذ تدخلهما في سوريا، تتنافس إيران وروسيا في سباق كبير للهيمنة على الموارد الاقتصادية في سوريا، كذلك الحصول على العقود طويلة الأمد، والتموضع العسكري والتغلغل دينياً وتعليمياً وسياسياً وأمنياً وعلى مستويات عدة، مستغلة حاجة النظام السوري لجهة تدعمه للبقاء، وساهمت إيران وروسيا بشكل فاعل في قتل الشعب السوري وتدمير المدن وعمليات التغيير الديموغرافي.