روسيا تستدعي قواتها الخاصة من مختلف أنحاء العالم بما في ذلك إفريقيا وسوريا لإيقاف التوغل الأوكراني في كورسك
أفادت بعض المصادر، اليوم الاثنين 26 آب/ أغسطس، أن وزارة الدفاع الروسية استدعت قواتها الخاصة رفيعة المستوى من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك إفريقيا وسوريا، للمساعدة في وقف التوغل الأخير في كورسك من قبل أوكرانيا.
حيث تعد قوات العمليات الخاصة التابعة لجهاز المخابرات العامة الروسي وحدة سرية تابعة للمديرية الرئيسية لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في الاتحاد الروسي، وهي الذراع الرئيسي للمخابرات العسكرية الأجنبية في روسيا، وترفع تقاريرها مباشرة إلى وزير الدفاع ورئيس الأركان العامة، وبالإضافة إلى ذلك، فهي تشبه إلى حد كبير وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية من حيث الغرض.
وتوغلت القوات الأوكرانية في عمق المنطقة بعدة اتجاهات، ولم تواجه سوى مقاومة ضعيفة، ما أدى إلى زرع الفوضى والذعر مع فرار عشرات الآلاف من المدنيين، وادعى القائد العام لأوكرانيا، الجنرال أوليكساندر سيرسكي، الأسبوع الماضي أن قواته تقدمت عبر 1000 كيلومتر مربع (390 ميلاً مربعًا) من المنطقة، رغم أنه لم يكن من الممكن التحقق من مدى سيطرة القوات الأوكرانية بشكل مستقل.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الأحد أن التوغل العسكري في منطقة كورسك الروسية يهدف إلى إنشاء منطقة عازلة لمنع المزيد من الهجمات عبر الحدود من قبل موسكو، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يوضح فيها زيلينسكي بشكل صريح هدف العملية التي بدأت في 6 آب/ أغسطس، وفي وقت سابق، أشار إلى أن العملية تهدف إلى حماية المجتمعات في منطقة سومي الحدودية من القصف المستمر.
وصرح زيلينسكي في خطابه الليلي: “إن مهمتنا الأساسية الآن في العمليات الدفاعية هي تدمير أكبر قدر ممكن من إمكانات الحرب الروسية وتنفيذ أقصى قدر من الإجراءات الهجومية المضادة، ويشمل ذلك إنشاء منطقة عازلة على أراضي المعتدي – عمليتنا في منطقة كورسك”.
وردًا على ذلك، تنشر روسيا مشاة عالية الحركة ومتخصصة بدلاً من تشكيلاتها المدرعة الثقيلة المعتادة التي تتضمن دبابات قتالية رئيسية ومركبات قتالية للمشاة ولا تزال قوات موسكو المدرعة تتقدم بسرعة داخل أوكرانيا وتستولي على المزيد من الأراضي، لكن إعادة نشرها قد يعيق زخمها، مما يفسر استدعاء قوات العمليات الخاصة.
وإن غياب قوة مدربة عالية الحركة في الجيش الروسي يضطر الكرملين إلى إرسال موجات من المجندين الذين لديهم فرصة ضئيلة ضد القوات الأوكرانية المدربة، وعلى الرغم من الوضع في كورسك، يواصل الروس التقدم على الجبهة الشرقية.
تشير كلمة “Spetsnaz” في القوات الخاصة الروسية إلى “الغرض الخاص” أو “المهمة الخاصة”، تم إنشاء هذه الوحدات لأداء عمليات الاستطلاع والمهام السرية خلف خطوط العدو، يعود أساسها العقائدي إلى مايكل سفشنيكفوك وإيليا سترارينوف، حيث تأثر الأخير بالأول لتكرار التكتيكات غير التقليدية التي شوهدت في الحرب الأهلية الإسبانية في العقيدة السوفييتية.
وحسب المصادر فإن الأهداف الرئيسية لجهاز المخابرات العسكرية الروسي تشمل التجسس والاستطلاع والتخريب ومكافحة التجسس وحتى اغتيال المسؤولين العسكريين والسياسيين، وفي إفريقيا، تبقى عملياتهم سرية، لكن من المعروف أنهم يقدمون الدعم الاستخباراتي لشركة Wagner PMC وفيلق إفريقيا الجديد.
وسبق أن سحبت أوكرانيا قواتها ومعداتها، على نفس النحو في يونيو 2022، بما في ذلك المروحيات، المشاركة في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في إفريقيا وأوروبا لمواجهة الغزو الروسي في الداخل.
ومن الجدير بالذكر أنه قد تم نشر قوات حفظ السلام الأوكرانية في جميع أنحاء إفريقيا في صراعات أخرى، حيث قاتلت عشرات الآلاف من القوات الروسية في حرب المدن، و كان حوالي 308 جنديًا أوكرانيًا منتشرين في ست بعثات مع الأمم المتحدة، وكان للكونغو العدد الأكبر.