رسميًا… السعودية تعيد افتتاح سفارتها في حكومة نظام الأسد
أعلن القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية لدى سوريا، عبد الله الحريص، أمس الاثنين 9 أيلول/ سبتمبر، افتتاح سفارة بلاده في سوريا رسمياً “دعماً لتعزيز العلاقات بين البلدين”، مؤكداً حرص سفارة بلاده على المضي قدماً وبذل كافة الجهود لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأكد “الحريص”، كلمة خلال حفل افتتاح في مقر السفارة ضمن العاصمة السورية دمشق: “أعلن هذا المساء وبشكل رسمي إعادة افتتاح أعمال سفارة المملكة العربية السعودية في حكومة نظام الأسد، دعماً وتعزيزاً للعلاقات المتبادلة بين البلدين”.
وتابع: “في هذه المناسبة أؤكد حرص سفارة المملكة العربية السعودية على المضي قدماً، وبذل كافة الجهود لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين”، معتبراً “هذا اليوم لحظة مهمة في تاريخ العلاقات بين البلدين الشقيقين”.
وكانت قالت وكالة الانباء السعودية (واس)، إن المملكة العربية السعودية، عينت “الدكتور فيصل بن سعود المجفل”، سفيراً لها لدى نظام الأسد في دمشق، في سياق استكمال مراحل التطبيع بين الممكلة ونظام الأسد، بعد سنوات عديدة من القطيعة، قبل أن تعود الاتصالات والزيارات الرسمية حتى على مستوى رأس الهرم بشار الذي حضر قمة جدة العام الفائت.
وقدم السفير الجديد “الشكر والتقدير والامتنان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، على الثقة الملكية بتعيينه سفيراً لدى حكومة نظام الأسد.
وكما أعرب المجفل عن بالغ اعتزازه بالثقة الملكية الكريمة، داعيا المولى عز وجل أن يمده بعونه وتوفيقه لأداء مهمات عمله بما يحقق تطلعات القيادة الرشيدة في خدمة مصالح السعودية وتوطيد أواصر العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وفق تعبيره.
وسبق أن نشرت وزارة خارجية المملكة العربية السعودية، تهنئة موجهة من خادم الحرمين وولي العهد، إلى الإرهابي “بشار الأسد”، بمناسبة ذكرى يوم الجلاء لبلاده الممزقة جراء الحرب والتي تتمركز فيها عدة جيوش دولية أبرزها “أمريكية – روسية – تركية – إيرانية” علاوة عن عشرات الميليشيات الأخرى.
وكانت قطعت السعودية علاقاتها مع نظام الأسد بسبب جرائمه بحق الشعب السوري، ودعمت قوى المعارضة السياسية والعسكرية، قبل أن تتخذ قراراً بإعادة التطبيع مع عدد من الدول العربية الأخرى، وفق مقترح لدفع نظام الأسد للابتعاد عن إيران ووقف تهريب المخدرات باتجاه الدول المجاورة.
ففي شباط 2022، وفي أعقاب الزلزال المدمّر، الذي ضرب كلا من سوريا وتركيا، أرسلت الرياض مساعدات إنسانية إلى المناطق المتضررة التي تسيطر عليها المعارضة وتلك الخاضعة لسيطرة النظام على حدّ سواء. وكسرت هذه المساعدات إلى حدّ ما، حال العزلة التي كانت تمرّ بها سوريا.
وفي أواخر 2022 وخلال القمة الصينية السعودية، أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان عن رغبة بلاده في البحث عن طريقة للتواصل مع القيادة السورية، والملفت أنه تم رفع علم حكومة نظام الأسد في القمة العربية الصينية، التي تلت القمة السعودية الصينية، حتى دون أي مشاركة سورية فيها.
في الشهر نفسه، وخلال مؤتمر ميونيخ للأمن، تحدث وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، عن بداية تشكيل إجماع عربي بشأن عدم جدوى عزل سوريا عن محيطها العربي، وشّدد على أهمية الحوار لمعالجة المسائل الإنسانية، بما في ذلك عودة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم.
وفي شهر آذار 2023، أعلنت الرياض وحكومة الأسد إجراء محادثات لاستئناف عمل البعثات الدبلوماسية في البلدين كليهما، وبحسب بيان وقتذاك للخارجية السعودية، جاء القرار “انطلاقا من روابط الأخوة التي تجمع الشعبين، وحرصا على الإسهام في تطوير العمل العربي المشترك، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”.
تلت هذا الإعلان المشترك، زيارة لوزير الخارجية لدى حكومة الأسد فيصل المقداد إلى السعودية التقى خلالها نظيره السعودي في أبريل/ نيسان 2023، ومن ثم مشاركة رأس نظام الأسد في القمة العربية التي عقدت في جدة في مايو/أيار 2023، أعقبتها أيضا مشاركته في القمة العربية الطارئة في الرياض في نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، لبحث التطورات في غزة، بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.