“رابطة الصحفيين السوريين” توثق الانتهاكات بحق الإعلام خلال الربع الثالث من العام الجاري
أطلقت “رابطة الصحفيين السوريين” تقريرها للربع الثالث للعام 2024 الذي يرصد الانتهاكات في سوريا، ووثق المركز السوري للحريات الصحفية بالرابطة، وقوع 5 انتهاكات ارتكبت ضد الإعلام في سوريا، خلال الفترة الممتدة من تاريخ 1/7/2024 حتى تاريخ 30/9/2024، كان منها انتهاك واحد ارتكب في شهر حزيران ووثقه المركز بعد أن تحقق منه ومن مطابقته لمعايير التوثيق التي يتبعها المركز ومنهجيته.
ولقد تركزت معظم الانتهاكات الخمسة بحسب التقرير في شهر آب الماضي، إذ شهد ثلاث انتهاكات، بينما شهد شهر أيلول انتهاكاً واحداً، في حين ارتكب الانتهاك الأخير في شهر حزيران الماضي، وبذلك يكون الربع الثالث قد شهد انخفاضاً طفيفاً لناحية أعداد الانتهاكات الموثقة خلال الربعين الأول والثاني من العام الحاليّ.
وهذا بخلاف ما كان عليه الربعان الأول والثاني من العام الحالي؛ غابت هيئة تحرير الشام عن قائمة الجهات المنتهكة خلال الربع الثالث، بعد أن كانت في صدارة المنتهكين، إذ كانت أجهزة أمن نظام الأسد مسؤولة عن انتهاكين خلال الربع الثالث، و كانت قوات المعارضة السورية مسؤولة عن انتهاكين أيضاً، في حين كانت قوات تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD مسؤولة عن انتهاك واحد.
وكان من أبرز ما وثقه المركز خلال الربع الثالث من عام 2024، اعتقال إعلامي واحتجاز إعلاميَين آخرين ومنع إعلامي من التغطية، إذ اعتقلت أجهزة أمن نظام الأسد الإعلامي وحيد سعيد يزبك، في مدينة حمص، وأفرجت عنه مساء اليوم التالي لاعتقاله، كذلك احتجزت الشرطة العسكرية التابعة للمعارضة السورية الناشط الإعلامي كرم طلال كليّة في مدينة أعزاز شمالي حلب، وأفرجت عنه بعد نحو شهرين ونصف.
بالإضافة إلى ذلك، احتجزت قوات تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD الصحفي كمال شيخو، أثناء تغطيته الأحداث في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، وأفرجت عنه بعد عدّة ساعات من الاحتجاز. كما احتجزت الشرطة العسكرية التابعة للمعارضة السورية الصحفي بكر القاسم، في مدينة الباب شرقي حلب، بُعيد تغطيته لإحدى الفعاليات التجارية في المدينة، إلى أن أفرجت عنه بعد نحو أسبوع.
وكما اعتدى عناصر من سلطات أمن نظام الأسد على الإعلامي منيف رشيد، في أثناء تغطيته المباشرة للاحتجاجات بمدينة السويداء جنوبي سوريا، كما أقدموا على سرقة هاتفه الجوال أثناء قيامه بالبث المباشر.
وخلال الربع الثالث أيضاً، أفرجت قوات حزب الاتحاد الديمقراطي PYD “قسد”، عن الناشط الإعلامي علي صالح الوكاع، بعد احتجاز دام نحو 4 سنوات بسجونها في مدينة الحسكة، وكان المركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين، قد وثق احتجاز “الوكاع”، بتاريخ 4/2/2021، من قبل قوات حزب الاتحاد الديمقراطي، أثناء تغطيته الأحداث في مستشفى مدينة هجين بريف دير الزور.
وعلق “إبراهيم حسين” مدير المركز السوري للحريات في رابطة الصحفيين السوريين، أن التعتيم الإعلامي وتكميم الأفواه للصحفيين من كل القوى المسيطرة في سوريا لا يزال أحد أهم العوائق التي تواجه توثيق الانتهاكات ورصدها وتمنع القيام بحملات لدعم ومناصرة الصحفيين والناشطين الإعلاميين الذين يواجهون أنواعاً متعددة من الانتهاكات قد تتجاوز الاعتقال للتهديد بالقتل وحتى القتل في بعض الأحيان.
وأوضح حسين عن إطلاق رابطة الصحفيين السوريين خدمة جديدة لدعم الصحفيين في سوريا عبر تقديم استشارات قانونية لهم من خلال رابط أعده فريق الدعم بالمركز وسيعمل هذا الفريق لدراسة المشاكل وتقديم الاستشارات القانونية للصحفيين والناشطين الإعلاميين السوريين.
وأشار حسين إلى أن الرابطة تهدف إلى تحسين بيئة العمل الصحفي في سوريا وتسعى لإقامة شراكات مع اتحادات ومؤسسات صحفية عربية ودولية ما سيسهم في تحشيد الدعم ومناصرة قضايا الصحفيين في سوريا التي تتواصل فيها عملية تكميم الأفواه وخنق حرية التعبير وارتكاب المئات من الانتهاكات ضد العاملين في الحقل الإعلامي على يد النظام و مختلف قوى الأمر الواقع منذ عام 2011.