رئيس الائتلاف: لقاءً محتملاً بين الرئيس التركي ورأس النظام “بشار” يمكن أن يحدث رغم التحديات العديدة
صرّح رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، هادي البحرة، بأن لقاءً محتملاً بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام “بشار” يمكن أن يحدث رغم التحديات العديدة.
وقد جاءت تصريحات البحرة في مقابلة مع “رويترز” في إسطنبول بتاريخ 25 سبتمبر، مشيراً إلى أن دعوة أردوغان للحوار مع الأسد، رغم صعوبتها، تهدف لإيصال رسالة مصالحة وسط توترات إقليمية متزايدة.
وتسعى تركيا، التي كانت داعماً قوياً للمعارضة السورية، إلى تعزيز أمن حدودها مع سوريا وضمان عودة أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري يعيشون حالياً في تركيا، وأوضح البحرة أن الحكومة التركية تدرك تماماً حدود قدرات نظام الأسد الحالية على تلبية مطالبها، ومع ذلك، فهي مصممة على تحقيق هذا الهدف.
وأكد البحرة: “تركيا مصممة على هذا اللقاء، إنهم يدركون جيداً ما يحتاجون لتحقيقه، ولكنهم يعلمون أيضاً الصعوبات والقيود التي يواجهها النظام” وأضاف: “إنهم يعلمون أن الأمر سيكون صعباً وسيتطلب وقتاً، ولكنهم يعملون على بناء موقف واضح وإرسال رسائل قوية للعالم وللنظام، بما في ذلك الدول العربية.”
وتنتشر القوات التركية منذ عام 2016، في أجزاء واسعة من شمال سوريا، بهدف رئيسي يتمثل في مواجهة ميليشيات قسد التي تعتبرها أنقرة جماعات إرهابية، كما أن النزاع الدائر بين إسرائيل وحماس في غزة وحزب الله في لبنان قد غطى على الأزمات الإنسانية في سوريا، مما يعرضها لخطر “الانهيار الكامل”، وفقاً للبحرة.
ولفت البحرة إلى أن القوى العالمية والإقليمية لم تعد تعتبر سوريا أولوية، وهو أمر وصفه بأنه “انطباع خاطئ” لتصنيف الأزمة كأزمة إنسانية قابلة للإدارة. وأضاف أن العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة لا تزال “مجمدة”، رغم الاجتماعات الأخيرة مع وفود من الولايات المتحدة وتركيا ودول أخرى.
وقد دعت كل من روسيا وإيران والعراق إلى عقد لقاء بين أردوغان والأسد، غير أن الأخير صرح الشهر الماضي بأن هذه الجهود لم تسفر عن “نتائج تذكر”، في الوقت نفسه، تريد حكومة الأسد تحديد جدول زمني لانسحاب القوات التركية، في حين ترغب أنقرة في معالجة مخاوفها بشأن ميليشيات حزب العمال الكردستاني (PKK).
وكما أعرب أردوغان عن اعتقاده بأن لقاءه مع الأسد سيشكل بداية لعصر جديد في العلاقات الثنائية، قائلاً: “هناك ملايين الناس خارج سوريا ينتظرون العودة إلى وطنهم”، رغم ذلك، يواجه السوريون المقيمون في تركيا، والبالغ عددهم أكثر من ثلاثة ملايين، تحديات متزايدة من العنصرية والعنف المتقطع، وأصبحوا قضية محورية في الانتخابات التركية الأخيرة، حيث تعهدت الأحزاب الرئيسية بإعادة توطينهم.
وأشار البحرة إلى أن العديد من السوريين الذين يعيشون الآن في تركيا قد حاربوا ضد نظام الأسد وهم من مناطق خارج نطاق السيطرة التركية في شمال سوريا، مما يعقد مسألة إعادتهم. وأضاف: “قد تستطيع تركيا إجبار 100 ألف، أو 200 ألف، أو حتى 500 ألف لاجئ على العودة، لكنها لن تستطيع إجبار ثلاثة ملايين أو أكثر على ذلك.”
وندد البحرة على أن الحل السياسي الشامل للأزمة السورية هو السبيل الوحيد لتحقيق عودة آمنة للاجئين السوريين، وفي ذات السياق اعتبرت “بثينة شعبان” المستشارة الخاصة للرئاسة السورية، يوم أمس، أن تركيا استخدمت مسألة التقارب مع سوريا إعلامياً لمصلحتها، بهدف تحقيق مكاسب داخلية، أو مكاسب في المنطقة، معلنة رفض الجلوس مع الأتراك على الطاولة قبل الانسحاب من سوريا.
وصرحت “شعبان” خلال محاضرة ألقتها في وزارة الخارجية العمانية، إن تصريحات الرئيس التركي أردوغان عن رغبته بالتقارب مع حكومة نظام الأسد، والتي سبقت الانتخابات الرئاسية التركية، كانت لأهداف انتخابية “لكن لا يوجد أي شيء يريدون تقديمه”.
ومن الجدير بالذكر أنها اعتبرت أنه على الجانب التركي أن يقر بمبدأ الانسحاب “ولم نقل إن عليهم الانسحاب فوراً، وعندما لا يريدون الإقرار بمبدأ الانسحاب فإننا لن نجلس على الطاولة”، وأشارت إلى أن تركيا “تحتل جزءاً من الشمال الغربي لسوريا، وتقوم بعمليات تتريك خطيرة ولئيمة”.