التقارير الإخباريةمحلي

ذوو الضحايا الذين قُتلوا في سجون الأسد يتقدمون بشكوى لمحكمة ألمانية

قدّم ذوو ضحايا معتقلين قُتلوا في سجون نظام الأسد، أمس الاثنين 23 أيلول/ سبتمبر، شكوى جنائية لدى المدعي العام الفيدرالي في مدينة كارلسروه الألمانية، تستهدف مجموعة من ضباط نظام الأسد المتورطين في جرائم بحق المعتقلين.

وقالت “رابطة عائلات قيصر” عبر موقعها، إن الشكوى الجنائية تتعلق بالقتل، والاعتقال التعسفي، والاختفاء القسري، والتعذيب بحق المعتقلين في سجون نظام الأسد.

وإن الشكوى موجهة ضد مسؤولين رفيعي المستوى في نظام الأسد بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ومن أبرزهم: جميل الحسن، الرئيس السابق لإدارة المخابرات الجوية، وعلي مملوك، المدير السابق لمكتب الأمن الوطني ونائب الأسد للشؤون الأمنية والعسكرية.

والشكوى تشمل عبد الفتاح قدسية وهو الرئيس السابق لإدارة المخابرات العسكرية ونائب رئيس مكتب الأمن الوطني، ورفيق شحادة الرئيس السابق لإدارة المخابرات العسكرية، وغسان جودت إسماعيل النائب السابق لرئيس إدارة المخابرات الجوية.

وقد قُدمت الشكوى من قبل أربع عائلات قُتل أبناؤهم تحت التعذيب في سجون النظام، وحصلوا على دعم من قبل رابطة عائلات قيصر (CFA)، والمركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان، وإن “رابطة عائلات قيصر” هي أول منظمة للضحايا تنضم إلى الجهود المبذولة لمعالجة الفظائع المرتكبة بحق المعتقلين.

وتم اعتقال الضحايا الأربعة من قبل قوات نظام الأسد في مواقع مختلفة في سوريا، واحتُجزوا في سجون التعذيب التابعة للمخابرات في عامي 2012 و2013.

وذكرت “رابطة عائلات قيصر”، أن جميع محاولات العائلات للحصول على معلومات حول مكان المختفين واتخاذ إجراءات ضد اعتقالهم التعسفي باءت بالفشل، لكن أقارب الضحايا استطاعوا من خلال “صور قيصر” التعرف على جثث أفراد عائلاتهم.

وأكدت عضو “رابطة عائلات قيصر”، وأحد المقدمين للشكوى، ياسمين المشعان، إن هذه الشكوى ليست فقط من أجل هؤلاء الضحايا الأربعة، بل خطوة نحو العدالة لجميع السوريين ومسار جديد لفضح الأساليب المنهجية والقاسية لنظام الأسد.

وتابعت ياسمين، “نحث المدعي العام الألماني على قبول هذه القضية كاستمرار لمسارها القانوني في كشف الجرائم المنهجية للنظام، كما حصل في محاكمات كوبلنز وفرانكفورت، نريد العدالة لجميع السوريين”.

تتألف صور قيصر من 26938 صورة عالية الدقة، تحتوي 6821 منها على صور لجثث من السجون السورية، والتقطت بواسطة مصور عسكري سوري سابق، يُعرف بالاسم المستعار “قيصر”، وتم تهريبها خارج سوريا، ومنذ ذلك الحين، صارت صور قيصر أدلة مهمة في التحقيقات المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتُكبت تحت حكم بشار الأسد.

وعملت ألمانيا خلال السنوات الماضية على محاكمة ضباط سوريين ارتبكوا جرائم بحق المعتقلين، ففي مطلع آب/ أغسطس الماضي أقرت المحكمة الفيدرالية العليا في مدينة كوبلنز جنوب غربي ألمانيا، بصحة الحكم الصادر ضد الضابط السابق لدى نظام الأسد، أنور رسلان، بالسجن مدى الحياة.

وتستند المحاكم في أوروبا، على مبدأ “الولاية القضائية العالمية”، على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، التي تخوّلها لمحاسبة مجرمين خارج أراضيها ارتكبوا جرائم بحق مواطنيها أو أولئك الذين يحملون جنسية مزدوجة.

كذلك عملت فرنسا على محاسبة ضباط نظام الأسد، حيث قضت محكمة فرنسية غيابيًا على ثلاثة مسؤولين في نظام الأسد بالسجن مدى الحياة، بتهمة التواطؤ في جرائم حرب، بعد محاكمة وُصفت بـ “التاريخية”، ولا سيما أنها المرة الأولى التي يُحاكَم فيها مسؤول سوري يشغل منصبًا.

واستهدفت المحاكمة ثلاثة متهمين، هم المدير السابق لمكتب الأمن الوطني، اللواء علي مملوك، والمدير السابق لـ”المخابرات الجوية”، جميل حسن، والمدير السابق لفرع التحقيق في “المخابرات الجوية”، عبد السلام محمود، على خلفية مقتل فرنسيين من أصل سوري، اعتقلهما النظام عام 2013، وفق ما ذكرته منظمة “الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى