ذكرى نكسة 1967 “حرب الأيام الستة”… 57 عامًا بين نكسة حزيران وحرب غـ.ـزة
يوافق اليوم الأربعاء 5 يونيو/حزيران، الذكرى الـ57 للـ”نكسة” أو ما يسمى بحرب الأيام الستة، والتي شنت فيها إسرائيل حربا على ثلاث دول عربية هي مصر والأردن وسوريا أسفرت عن احتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة وسيناء والجولان.
وتحل ذكرى النكسة هذا العام مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، مخلفة عشرات آلاف القتلى والجرحى من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
اندلعت الشرارة الأولى للحرب، بعد إقدام القوات الجوية الإسرائيلية على شن هجوم مباغت على قواعد سلاح الجو المصري في سيناء، 5 يونيو/ حزيران 1967.
وأطلقت إسرائيل على هذه الحرب اسم “الأيام الستة”، وذلك من باب التفاخر بالمدة الزمنية القصيرة التي هزمت خلالها الجيوش العربية.
في منتصف مايو/أيار 1967 أعلنت مصر إغلاق مضيق “تيران” في وجه الملاحة الإسرائيلية، فاعتبرت إسرائيل ذلك بمثابة إعلان حرب وبدأت تعد للحرب على دول الطوق الثلاث مصر والأردن وسوريا، ونفذت خطتها صباح الخامس من يونيو/حزيران.
كان الهجوم مباغتا ولم تصمد الجيوش العربية طويلا، فدمرت إسرائيل 25 مطارا حربيا في مصر، وقصفت عدة مطارات أردنية وسورية، وذكرت المصادر الإسرائيلية أن 416 مقاتلة عربية دُمرت، بينما خسرت إسرائيل 26 طائرة فقط
انتهت حرب 1967 عسكريا، لكن تبعاتها السياسية والجغرافية لم تنته بعد، حيث تواصل إسرائيل احتلال الضفة الغربية، وتشن حربا على قطاع غزة، إلى جانب ضم القدس والجولان لحدودها، والمضي في المشاريع الاستيطانية بمدينة القدس.
وقد أدت الحرب إلى مقتل نحو 20 ألف عربي و800 إسرائيلي، دمّرت وفق دراسات تاريخية، ما يقدّر بنحو 70 إلى 80 بالمئة من العتاد العسكري في الدول العربية، بينما لحق الضرر بنحو 2 إلى 5 بالمئة من عتاد تل ابيب العسكري.
وخلال الأيام الستة، احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء المصرية وجنوب لبنان ومرتفعات الجولان السورية.
ووفقًا لإحصائيات فلسطينية، تم تهجير نحو 300 ألف مواطن من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة؛ معظمهم نزح إلى الأردن.
في مصر كانت الهزيمة ثقيلة؛ فسقطت العريش، وتمكن الإسرائيليون من الاستيلاء على قطاع غزة الذي كان يخضع آنذاك للسيادة المصرية، واحتلت القوات الإسرائيلية سيناء كلها
وبعد الخسارة الفادحة أعلن الرئيس المصري “جمال عبد الناصر” تنحيه، فخرجت مظاهرات شعبية تطالب بعودته، فوافق “عبد الناصر” على ذلك وعاد إلى الحكم.
بعد أن قضت إسرائيل على القوات الجوية المصرية، توجهت إلى مطارات الجبهة الأردنية فقامت بتدمير طائراتها وأصبحت المملكة بدون قوات جوية، كما سيطرت إسرائيل تماما على الضفة الغربية والقدس الشرقية التي كانت تحت السيادة الأردنية.
في سوريا، اخترقت القوات الإسرائيلية الدفاعات السورية شمال هضبة الجولان وسيطرت عليها ووصلت إلى القنيطرة، فاضطرت سوريا إلى قبول وقف إطلاق النار في اليوم السادس من الحرب.
توقفت الحرب مساء يوم 10 يونيو/حزيران، وصدر قرار من مجلس الأمن يوم 11 ينص على إدانة أي تحرك للقوات بعد توقف الحرب.
أجبرت تلك الهزيمة قرابة نصف مليون عربي من سكان الضفة وغزة والجولان والمدن الواقعة على طول قناة السويس على الهجرة، وخلقت مشكلة لاجئين فلسطينيين.
والجدير بالذكر، أن النكسة أضافت لإسرائيل نحو ثلاثة أضعاف ونصف ضعف مساحتها إذ أصبح مجموع ما تسيطر عليه 70 ألف كيلومتر مربع.