“داماس بوست” تكشف خفايا مقاطعة البوركينيين لدعم المجلس العسكري في ساحل العاج
أفادت مصادر خاصة لـ “داماس بوست” بأن المجتمع البوركيني في ساحل العاج قد قاطع بهدوء الجهود التي يبذلها المجلس العسكري، برئاسة إبراهيم تراوري، لجمع الأموال لمحاربة المتمردين الجهاديين في وطنهم، وذلك بسبب عدم الرضا عن الشفافية المفقودة حول كيفية إنفاق هذه الأموال.
وإن المجلس العسكري يعاني منذ عدة أسابيع في جمع التبرعات من الشتات البوركينابي في ساحل العاج، حيث أرسلت سفارة بوركينا فاسو في أبيدجان طلبات للتبرعات إلى عدد من المنظمات التي تمثل الجالية، لكنها تلقت العديد من الردود السلبية، وفي رسالة مؤرخة 25 سبتمبر، أشار المرسلون إلى غياب الوثائق التي توضح كيفية استخدام المساهمات السابقة، رغم الطلبات المتكررة للحصول على معلومات.
وأكد مصادر داماس بوست أن هذه التبرعات تخصص لصندوق الدعم الوطني (FSP)، الذي أُسس لمساعدة البلاد في مكافحة الإرهاب الجهادي، مما يتيح للمجلس العسكري تعبئة الموارد من القطاع الخاص والمواطنين في الداخل والخارج، وتزعم واغادوغو أن برنامج الدعم المالي نجح منذ إنشائه في يناير 2023 في جمع حوالي 300 مليون يورو.
ولكن مقاومة الجهات المانحة المقيمين في ساحل العاج أدت إلى إلغاء “يوم خاص للتعبئة الوطنية” الذي كان مقررًا في أبيدجان في 28 سبتمبر، وأعقب هذا القرار استدعاء مفاجئ لنحو 15 دبلوماسيًا بوركينيًا في ساحل العاج، مما زاد من توتر العلاقات بين البلدين، والتي تدهورت منذ تولي تراوري الحكم في سبتمبر 2022.
واتهمت السلطات البوركينابية الحكومة الإيفوارية بالتسبب في تخريب العملية بشكل غير مباشر، مشيرة إلى افتقارها للاستجابة لتهديدات منظمات المجتمع المدني المحلية المعارضة للحدث، مثل تحالف الشباب الإيفواري (AJI)، الذي دعا إلى مظاهرة مضادة خلال تجمع السفارة البوركينابية.
ومع ذلك، يغيب عن رواية واغادوغو الدور الذي يلعبه مواطنو بوركينا فاسو في ساحل العاج، ورغم الانتقادات، تسعى الحكومة الحالية لكسب تأييد هذه الجالية الكبيرة، التي تُعد الأكبر في بوركينا فاسو، والتي يُقدر عدد أفرادها بأكثر من أربعة ملايين نسمة.