داماس بوست تكشف الضربة الإسـ*ـرائيلية التي شلّت صناعة الصواريخ الإيرانية
أكدت مصادر مطلعة لداماس بوست أن الضربات الجوية الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية يوم السبت، قد أدت إلى تعطيل شامل لصناعة الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، وهي ضربة من المرجح أن تحتاج طهران لسنوات لإصلاحها. العمليات التي استهدفت منشآت حيوية شملت مصنع خلاطات الوقود الصلب للصواريخ، أدت أيضًا إلى تدمير ثلاثة أنظمة دفاع جوي روسية من طراز إس-300، مما يجعل المنشآت الحيوية الإيرانية عرضة لهجمات مستقبلية.
التفاصيل الكاملة للضربات الجوية وآثارها الاستراتيجية
وفقًا لتقارير حصرية حصلت عليها وكالة داماس بوست من مصادر رفيعة المستوى، فإن الضربات الجوية الإسرائيلية التي نُفذت ضد إيران استهدفت مواقع حساسة مرتبطة بإنتاج الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، وعلى وجه الخصوص مواقع تحتوي على خلاطات الوقود الصلب، وهي أدوات حيوية لصناعة الصواريخ. يُعتقد أن تعطيل هذه المعدات سيجبر إيران على استيراد معدات بديلة من الصين، وهو ما قد يستغرق أكثر من عام.
تم تدمير ثلاثة أنظمة دفاع جوي روسية من طراز إس-300، كانت قد وُضعت في مطار الإمام الخميني الدولي وقاعدة ملاد الصاروخية، وفقًا للتقارير الإيرانية والإسرائيلية. كما تم استهداف منشآت تُستخدم لإنتاج الطائرات بدون طيار وموقع بارشين العسكري الشهير بالقرب من طهران.
التداعيات على البنية التحتية الاستراتيجية
تعرضت مصافي عبادان ومجمع بندر الإمام الخميني البتروكيماوي بالإضافة إلى منشآت غازية حيوية لهجمات عطلت دفاعاتها الجوية، مما يشير إلى تصاعد المخاطر على الأمن الاقتصادي الإيراني. وتمثل هذه المنشآت جزءًا حيويًا من القدرات الصناعية الإيرانية التي يمكن استهدافها بسهولة مستقبلًا، وفقًا لتقييمات خبراء عسكريين.
وأفادت مصادر لداماس بوست أن المواقع المستهدفة شملت أيضًا منشآت تصنيع الصواريخ فلق وشيد غديري وعبد الفتح، والتي تُشرف عليها قوات الحرس الثوري الإيراني. وأسفرت هذه الضربات عن مقتل أربعة جنود على الأقل، مع توقعات بارتفاع عدد الضحايا.
تحليلات الأقمار الصناعية تؤكد الأضرار الجسيمة
أظهرت صور الأقمار الصناعية التجارية، التي حصلت عليها داماس بوست، أن الضربات الجوية أصابت مباني مخصصة لخلط الوقود الصلب للصواريخ. ووفقًا لتقييمات منفصلة أجراها خبراء أمريكيون، منها ديفيد أولبرايت وديكر إيفيليث، فقد تعرضت ثلاثة مبانٍ في موقع بارشين لأضرار جسيمة، مما أدى إلى فقدان هذه المنشآت لوظيفتها الأساسية.
يرى الخبراء أن هذه الضربات قد تعرقل بشكل كبير قدرة إيران على تصنيع الصواريخ بكميات ضخمة، مما قد يؤدي إلى تقليل فعاليتها في توجيه صواريخها ضد أهداف بعيدة مثل إسرائيل، وفرض قيود كبيرة على تصدير الصواريخ لوكلائها الإقليميين كحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.
التقييم الدولي والتداعيات السياسية
وبحسب ما أفادت به صحيفة نيويورك تايمز، فإن الضربات خلقت “قلقًا عميقًا” لدى القيادة الإيرانية، إذ دعا المجلس الأعلى للأمن القومي إلى اجتماع طارئ لمناقشة كيفية الرد على التصعيد الإسرائيلي، وسط مؤشرات عن رغبة طهران في إبداء موقف متشدد. وجاء الرد الإيراني بإطلاق المرشد الأعلى علي خامنئي حسابًا باللغة العبرية على منصة إكس، نشر عليه رسالة تشير إلى تصاعد التوترات.
إلى جانب هذا، أكد مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون في تصريحاتهم لداماس بوست أن المنشآت النووية الإيرانية لم تتأثر بالضربات، وأكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أن مفتشي الوكالة لم يتعرضوا لأي خطر، وأنهم مستمرون في أداء عملهم في المواقع النووية الإيرانية.
خاتمة
تأتي الضربات الجوية الإسرائيلية في وقت حرج، حيث تشهد المنطقة تصاعدًا في حدة التوترات السياسية والعسكرية. ووفقًا لتحليلات متقدمة، من المرجح أن تكون لهذه الهجمات تداعيات استراتيجية هامة، إذ إنها لا تقوض قدرة إيران على إنتاج الصواريخ فحسب، بل تجعل البنية التحتية الحيوية عرضة لهجمات مستقبلية، مما قد يعزز قدرة إسرائيل على السيطرة الجوية وتوجيه ضربات استباقية دون مخاطر كبيرة.
يشير الخبراء إلى أن إيران قد تواجه صعوبات كبيرة في تعويض الأضرار، مما سيؤثر سلبًا على توازن القوى في المنطقة.