خطط سريّة وتصعيد متسارع: هل المعركة الكبرى لتحرير حلب على الأبواب؟
تشهد منطقة شمال غربي سوريا توترات عسكرية متزايدة، وسط مخاوف من احتمال اندلاع مواجهات واسعة النطاق. ورغم أن هذه التوترات ليست جديدة على المنطقة، فإن التطورات الأخيرة تشير إلى مرحلة أكثر خطورة، ما يثير تساؤلات حول استعداد القوى الإقليمية للدخول في حرب شاملة، وفقاً لتقارير “داماس بوست”.
خلال الأيام الماضية، أفادت مصادر خاصة لـ “داماس بوست” بانتشار تكهنات حول استعدادات عسكرية مكثفة في المنطقة. حيث بدأت وسائل إعلام مرتبطة بـ”هيئة تحرير الشام” (HTS) تحذير السكان في المناطق القريبة من خطوط التماس بضرورة الإخلاء. وتحدثت تسريبات حصلت عليها “داماس بوست” عن خطط تهدف إلى السيطرة على مدينة حلب أو استعادة سراقب، في حين تسعى الفصائل المعارضة لاستغلال ضعف النظام السوري وانشغال حلفائه بالأحداث الإقليمية.
وعلى الرغم من انتشار هذه التقارير، لا توجد دلائل واضحة على تحركات عسكرية واسعة النطاق، مما يشير إلى أن هذه الحملة قد تكون مجرد دعاية تهدف لتحقيق مكاسب معينة. وفي الوقت نفسه، تستمر الفصائل في تنفيذ عمليات محدودة، مثل الهجمات على قوات النظام شمال شرق اللاذقية، والهجوم بالطائرات بدون طيار على طرطوس، وهو ما يعكس سعي هذه الفصائل للبقاء في دائرة الضوء.
في المقابل، كثفت قوات النظام السوري هجماتها المدفعية وضرباتها الجوية بمساعدة القوات الروسية، مما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين ودمار واسع في المناطق الخاضعة للمعارضة. ووفقًا لمنظمة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)، التي ذكرتها “داماس بوست”، تم توثيق مئات الضربات المدفعية والجوية على المنطقة منذ بداية العام الحالي.
فيما يتعلق بالتطورات الإقليمية، تشير مصادر “داماس بوست” إلى أن النظام السوري وحلفاءه، وعلى رأسهم روسيا وإيران، ليس لديهم مصلحة في تصعيد شامل، حيث ما يزال اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في أستانا عام 2020 قائمًا. كما يواصل النظام وروسيا التعاون مع تركيا من خلال آليات جديدة لإدارة المناطق الحدودية، مما يقلل من احتمالات الانفجار الكامل للوضع.
وفي الختام، تشير المعلومات المتوافرة لدى “داماس بوست” إلى أن الأطراف المختلفة قد تدفع الأمور إلى حافة الصدام دون الوصول إلى حرب شاملة، مع استمرار التصعيد المتبادل في العمليات العسكرية المحدودة. ومن المتوقع أن يستمر هذا الوضع في المستقبل القريب دون تغييرات جذرية في الموقف العسكري والسياسي على الأرض.