إقليمي ودوليالتقارير الإخبارية

جنرال أمريكي: واشنطن نجحت في ردع هجمات الميليـ.ـشيات الإيـ.ـرانية على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق

اعتبر الجنرال “جوزيف فوتيل”، القائد السابق للقيادة المركزية للجيش الأميركي، أن واشنطن نجحت في ردع هجمات الميليشيات الموالية لإيران على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، وحذر من أن انسحاب القوات الأمريكية من العراق سيكون له تأثير على الوجود في سوريا.

 

وقال فوتيل في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط”، إن الولايات المتحدة استوعبت الكثير من هجمات الميليشيات المتحالفة مع إيران، لكن تلك الهجمات انخفضت بعد سلسلة من الضربات الأمريكية، واعتبر فوتيل أن “أفضل نهج لخلق وضع أكثر استقراراً” في الشرق الأوسط، هو العلاقات الدبلوماسية، وفتح العلاقات والاتصالات بين مختلف أجزاء المنطقة.

 

ولفت إلى أن إيران “رأت أنها ضعيفة في هذا المجال، وأدركت أنها ستخسر الكثير من خلال الاستمرار في دفع هذه الهجمات واحتمال تعريض حياة المزيد من الأميركيين للخطر في المنطقة”.

 

وبين أن القوات الأمريكية في سوريا تستمد معظم دعمها من القواعد بالعراق، “وإذا اختفت هذه القواعد، فسيكون من الصعب جداً الحفاظ عليها، أو سيتعين علينا إيجاد طرق جديدة لدعم قواتنا في سوريا”.

 

وكانت كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” عن “محادثات سرية وغير مباشرة” جربت بين إيران والولايات المتحدة، في سلطنة عُمان في يناير، تناولت التهديد المتصاعد الذي يشكله الحوثيون في اليمن على الشحن البحري في البحر الأحمر، والهجمات على القواعد الأميركية من قبل الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا.

 

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إيرانيين وأميركيين مطلعين على المناقشات، أن المحادثات السرية، عُقدت في 10 يناير، في العاصمة العُمانية، مسقط، حيث بادل المسؤولون العُمانيون الرسائل ذهابا وإيابا بين وفدين إيرانيين وأميركيين جلسا في غرف منفصلة.

 

ووفق الصحيفة، ترأس الوفود علي باقري كاني، نائب وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين النوويين، وبريت ماكغورك، منسق الرئيس الأميركي، جو بايدن، لشؤون الشرق الأوسط.

 

وكان الاجتماع، الذي نشرته صحيفة فايننشال تايمز لأول مرة هذا الأسبوع، هو المرة الأولى التي يعقد فيها المسؤولون الإيرانيون والأميركيون مفاوضات شخصية، وإن كانت بشكل غير مباشر، منذ ما يقرب من ثمانية أشهر. وقال مسؤولون أميركيون للصحيفة إن إيران طلبت عقد الاجتماع في يناير، وأن العُمانيين أوصوا بشدة بأن توافق الولايات المتحدة على ذلك.

 

ومنذ بداية الحرب في غزة بعد هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، طمأنت الولايات المتحدة وإيران بعضهما البعض إلى أن أيا منهما لا يسعى إلى مواجهة مباشرة، وهو الموقف الذي تم نقله في الرسائل التي تمريرها عبر وسطاء، لكن في عُمان، كان لدى كل جانب طلب واضح من الجانب الآخر، وفقا لما ذكره مسؤولون أميركيون وإيرانيون للصحيفة.

 

وذكر المسؤولون أن واشنطن أرادت من إيران كبح جماح وكلائها لوقف هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر واستهداف القواعد التي تضم قوات أميركية في العراق وسوريا. وفي المقابل، أرادت طهران من إدارة بايدن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

 

ولم يتم التوصل لاتفاق، وعقب ساعات من مغادرة ماكغورك اجتماعه مع الإيرانيين، قادت الولايات المتحدة ضربات ضد أهداف للحوثيين في اليمن في 11 يناير. وفي بدياة فبراير استهدفت ضربات أميركية قواعد لمليشيات تابعة لإيران في العراق وسوريا ردا على مقتل ثلاثة جنود أميركيين في هجوم شنته ميليشيا عراقية في الأردن.

 

وعقب ذلك انتهت الهجمات التي استهدفت القواعد التي تضم القوات الأميركية، في حين وردت تقارير عن استهداف بعضها فقط في سوريا، وقال مسؤولان إيرانيان لنيويورك تايمز، أحدهما من وزارة الخارجية، إن طهران أكدت خلال المحادثات أنها لا تسيطر على نشاط الميليشيات، وخاصة الحوثيين، لكن يمكنها استخدام نفوذها عليهم لضمان تعليق هجماتهم لدى التوصل إلى وقف إطلاق للنار  في غزة، ولكن ليس قبل ذلك.

 

وقال مسؤولون أميركيون وإيرانيون للصحيفة إن إيران والولايات المتحدة واصلتا تبادل الرسائل بانتظام حول الميليشيات الوكيلة ووقف إطلاق النار منذ التقيا في يناير، مع العُمانيين كوسطاء.

 

واتخذت الولايات المتحدة وإيران قرارات لتجنب حرب مباشرة في فبراير. وتجنبت القوات الأميركية توجيه ضربات مباشرة لإيران في ردها العسكري، وأقنعت إيران الميليشيات في العراق بوقف الهجمات على القواعد التي تضم قوات أميركية والميليشيات في سوريا لتقليل شدة الهجمات لمنع سقوط قتلى أميركيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى