التقارير الإخباريةمحلي

تعرف على التحركات الأمريكية المتوقعة في سوريا…والحزام السني المحتمل

أفادت مصادر عسكرية خاصة لـ “داماس بوست” عن تعزيز القوات الأمريكية لقواتها في قاعدة “التنف” العسكرية الواقعة على المثلث الحدودي، شرقي محافظة حمص بين “سوريا” و”العراق” و”الأردن” على مدار الشهرين الماضيين.

وأضافت المصادر أن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة قامت مؤخرًا بتعزيز قواتها العسكرية في قواعدها الواقعة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية شمال شرقي سوريا.

فيما بدت ملامح مشروعٍ أمريكيِ “جديد قديم” بالظهور،  كان قد طرح عام 2020 لأول مرة، وهو تشكيل قوة عشائرية عربية سنية من التشكيلات العربية المكونة مع قسد وإضافة تشكيلات عشائرية جديدة، ليحمل اسم “الحزام السني العشائري”.

تتمثل أهدف المشروع، بقطع الشريان البري بين طهران وبيروت عبر السيطرة على الحدود العراقية السورية، ثم ربط قاعدة التنف مع القوات الحليفة لأمريكا، التي ستتشكل من العشائر العربية، وهو ما قد يشكل عامل ضغط على قسد، التي ترفض التوسعة في العمل العسكري ضد الميليشيات الإيرانية والنظام، بسبب هيمنة جناح موالي لإيران داخل قيادة قسد ، بعد ذلك قد يتم توسعة المشروع حتى يشمل خط الطبقة /السخنة.

ويذكر  أن روسيا بعد علمها بجدية أمريكا بهذا المشروع طالبت بعدم الاقتراب من منطقة تدمر إلى الداخل السوري لأنها منطقة نفوذ روسية بحتة بهدف اتخاذ إجراءات احترازية.

ويعتبر تزايد هجمات الميليشيات الإيرانية بطائرات “الدرونز” والصواريخ على القواعد الأمريكية في الحسكة في شهر نيسان، والتي أدت إلى مقتل متعاقد أمريكي في القاعدة هناك، أحد أهم دوافع القيام بهذا المشروع، كذلك اكتشاف أمريكا لمخطط إيراني للهجوم على القواعد الأمريكية في سورية بالتنسيق مع “حزب الله” لإجبار القوّات الأمريكية على الخروج من سورية، بحسب صحيفة واشنطن بوست، والهجوم الأخير بطائرات درونز الإيرانية على قاعدة التنف، انطلاقًا من الحدود العراقية السورية، والذي أوقع قتلى وجرحى في صفوف الفصائل السورية العاملة في التنف “جيش مغاوير الثورة” جراء تلك الهجمات، بالإضافة إلى زيادة التعاون العسكري بين إيران وروسيا في أوكرانيا، وتشجيع روسيا الميليشيات الإيرانية لزيادة هجماتها ضد القوات الأمريكية، واستنفاذ مشروع قسد وعدم قابليته للاستمرار خاصًة في محافظتي دير الزور والرقة، بعد تزايد النقمة العشائرية العربية على قسد.

وقد تأخذ تحركات المشروع أحد ثلاثة سيناريوهات رئيسية وفق المعطيات وهي:
التحرك شمالًا لوصل القاعدة بمناطق سيطرة مليشيا “قسد” شرقي الفرات، وعزل سوريا عن العراق وقطع طرق إمداد المليشيات الإيرانية البرية، القادمة من طهران باتجاه سوريا ولبنان مرورًا بالعراق.

أو التحرك جنوبًا نحو أرياف درعا والسويداء، وتحفيز قوى المعارضة/ المصالحة المتركزة في درعا، وقوات “حركة رجال الكرامة” المتمركزة في السويداء.

أو توسيع منطقة الـ 55 كم، لزيادة أمان القوات الأمريكية المتمركزة هناك، وتحويل المنطقة من قاعدة عسكرية لمنطقة نفوذ مدنية تحاكي منطقة عمليات “نبع السلام” والتي أقامتها تركيا في ريفي الحسكة والرقة.

فيما  تؤكد المجريات التالي ذكرها على جدية أمريكا في هذا المشروع، والتي كان أولها لقاء المبعوث الأمريكي “نيكولاس غرينجر” بتاريخ 8 أيار/مايو 2023 مع فصائل العشائر العربية في مدينة الطبقة، كذلك لقاء القوات الأمريكية مع الشيخ “رافع الحران” من قبيلة شمر العربية عند معبر “اليعربية”، وإقامة القوات الأمريكية نقاط جديدة على الحدود السورية العراقية وصلت في مجموعها إلى 25 نقطة وفق وكالة الأناضول، ولقاء القوات الأمريكية مع قائد ثوار الرقة أبو عيسى وتوزيعهم مبالغ مالية على عناصره، في سابقة تحدث لأول مرة منذ تشكيل قسد 2015، كذلك زيارة الوفد الهندسي العسكري لجسر مدينة الميادين، ورفع الجاهزية القتالية في قاعدة التنف وإنشاء غرفة عمليات عسكرية مع الصناديد ولواء ثوار الرقة، وقدوم F22 رابتور هو لدعم هذه العملية.

تتمثل الأهداف البعيدة للمشروع الأمريكي بحل قد يرضي جميع الأطراف الفاعلة في الصراع، فتركيا ستستفيد من هذا المشروع من خلال إضعاف نفوذ قسد، وإضعاف سيطرتها على منابع النفط عبر بروز القوة العشائرية العربية، وقد تتمكن من وصل الطريق التجاري بينها وبين الأردن عبر حزام هذه المنطقة.

وإسرائيل تكون حققت هدفها بقطع أذرع إيران البرية.

كذلك قد يشكل نجاح المشروع “نواة” لتوحيد المنطقة بين نبع السلام ودرع الفرات، وهذه المنطقة ثم إدلب لاحقًا، وهكذا تصبح المناطق التي وقعت بأيدي ثوار سوريا تمثل 50% من خريطة سوريا، إضافًة إلى الثقل الاقتصادي والثروة الغذائية التي تقدمها هذه المناطق للثورة السورية.

وهذا ما قد يجبر روسيا على التفاوض والتنازل عن بشار الأسد، وتطبيق قرار 2254، وهو الغاية الكبرى لأمريكا في الملف السوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى